جيءَ بِبَعضِ هذه الموادِّ، ووُضِعَت على جرحِ الإنسانِ، فإذا هو يلتئِمُ في ثلثِ الوقتِ الذي مِن عادتِه أن يلتئمَ مِن عشرةِ أيامٍ إلى ثلاثة أيامٍ بتأثيرِ هذه الموادِّ، دونَ أنْ يكونَ لهذه الموادِّ أعراضٌ جانبيَّةٌ، قال العلماءُ:"وكأنَّ هذه الموادَّ المتنوّعةَ بعضُها للتخثيرِ، وبعضُها لِشَدِّ الجلدِ والعضلاتِ، وبعضُها مادّةٌ لاصقةٌ"، كأنّ هذه الموادَّ تتعاونُ فيما بينها، وتنسِّقُ وظائفَها، وكأنَّها واعِيَةٌ هادفةٌ تتعمَّدُ الوُصولَ إلى نتيجةٍ واحدةٍ، ألا وهي سُرعةُ التئامِ الجروحِ.
إنّ هذه الآيةَ الكَوْنيَّةَ مِصْداقُ قولِ اللهِ تعالى:{قَالَ رَبُّنَا الذي أعطى كُلَّ شَيءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هدى}[طه: ٥٠] .
عِلمٌ ما بعده علم، وقدرةٌ ما بعدها قدرةٌ، لذلك قال بعضُ العلماءِ:"كلُّ إنسانٍ لا يرَى مِن هذا الكونِ قوَّةً هي أقوى ما تكونُ، عليمةً هي أَعْلَمُ ما تكونُ، حكيمةً هي أَحْكَمُ ما تكونُ، رحيمةً هي أرحمُ ما تكونُ، فهو إنسانٌ حيُّ الجسدِ، ولكنَّهُ ميِّتُ القلبِ والعقلِ"، ففي كلِّ شيءٍ له آية تدلّ على أنَّه واحد لا شريكَ له.