يقولُ العلماءُ:"ما مِن كائنٍ حيٍّ إلا وفي نشاطِه الحيويِّ طاقةٌ كهربائيّةٌ"، فالقلبُ مثلاً يولِّدُ تيَّاراً كهربائيّاً تُعادِل شدّتُه واحداً بالمئة من الفولطِ، وما عملُ أجهزةِ قياسِ ضرباتِ القلبِ إلاّ عن طريقِ هذا التيارِ الكهربائيِّ الذي يولِّدُه هذا القلبُ، لذلك تُسمَّى هذه الأجهزةُ أجهزةَ التخطيطِ الكهربائيِّ، هذا شيءٌ معلومٌ، فأيُّ عضلةٍ مِن حركتِها تتولّدُ طاقةٌ كهربائيّةٌ، هي مِن الشدّةِ حيثُ يتحمّلها الإنسانُ، ولكنّ الشيءَ الذي لا يُصدَّقُ أنّ بعضَ الأصنافِ في البحارِ تولِّدُ تياراتٍ كهربائيّةً تزيدُ شدّتُها على مئتين وعشرين فولطاً، وأنّ هذه الأسماكَ تُدافعُ عن نفسِها عن طريقِ إرسالِ صَعقةٍ كهربائيّةٍ تُميتُ خصْمَها في أعماقِ البحارِ، وأنّ بعضَ الأصنافِ الأخرى تزيدُ شدّةُ التيارِ الذي تولِّدُه من جَنْبَيْها على ستّمئة فولطٍ، وقد أُخِذَتْ بعضُ هذه الأسماكِ، ووُضِعَتْ في أحواضٍ، ووُضِعَ في هذه الأحواضِ مصابيحُ كهربائيّةٌ، فاستطاعَتِ السمكةُ الواحدةُ أنْ تجعلَ ستّة مصابيحَ كهربائيّةٍ - وطاقةُ المصباحِ الواحد مئةُ واطٍ - أن تجعلها تتألّق جميعاً لعدّة ثوانٍ.