إنّ اختلافَ ألوانِ البشرِ آيةٌ دالّةٌ على عظمةِ اللهِ عز وجل، وينبغي أنْ نُدَقِّقَ فيها، وأنْ نقفَ عندها، وأنْ نبْحثَ عن السّرِّ الذي تنْطوي عليه، إنَّك إنْ نظرْتَ بِعَيْنِكَ إلى وُجوهِ الناسِ فلا ترى إنساناً له لونٌ كلوْنِ آخرَ، فلو صوَّرْتهمْ بآلةٍ لوجَدْتَ أنّ اللّونَ موحَّدٌ تقريباً، ولكنك إذا نظرْتَ بِعَيْنِكَ إليهم رأيْتَ كلَّ إنسانٍ له لونٌ خاصٌّ، بل إنّ العينَ البشريّةَ كما هو ثابتٌ تفرّقُ بين ثمانمئةِ ألفِ درجةٍ من اللونِ الواحدِ! فهي ذاتُ الدِّقَّةِ العاليةِ التي تفرّقُ بين الدّرجاتِ الدقيقة في التّلوينِ.
مِن المعلوماتِ المعروفةِ عن خلقِ الإنسانِ أنّ في رأسِ كلِّ إنسانٍ مِن مئةِ ألفٍ إلى مئتين وخمسينَ ألفَ شعرةٍ، وأنّ العشرةَ الواحدةَ يزيدُ عمرُها على ثلاثِ سنواتٍ، وأنّ الإنسانَ يحتاجُ من أجلِ أنْ يجدّدَ شعرَهُ بأكملِه إلى مئتي يومٍ، وفي الإنسانِ مصانعُ للشّعرِ بعددِ ما في جسمِه من الشّعرِ، فكلُّ شعرةٍ لها مصنَعٌ، تُنتَجُ وتنمو إلى أنْ تبلغَ أشدَّها، ثمّ تهرمُ فتموتُ.