الشيء الذي يجلبُ الانتباهَ أنّ عددَ الأوعيةِ الشعريةِ في الجسمِ من مئةٍ إلى مئةٍ وستين مليارَ وعاءٍ شعريٍّ، حيث لو غرزتَ دبوساً في أيِّ مكانٍ لخَرَجَ الدمُ، وطولُ هذه الأوعيةِ في جسمكِ مئةٌ وخمسون كيلو متراً، يمرُّ عبرها من سبعةٍ إلى عشرةِ لتراتٍ من الدمِ، والكريةُ الحمراءُ لو تتبَّعناها لوجدنا أنّها تنطلقُ من القلبِ، وتعودُ إليه في ثلاثٍ وعشرين ثانيةً، والدمُ يدورُ في الأوعيةِ ثلاثةَ آلافٍ وسبعمئةِ مرةٍ في اليومِ، لو كان للأوعيةِ دخولٌ وخروجٌ لَعَبَرَ من خلالِها في اليومِ من سبعةٍ إلى عشرةِ أطنانٍ، يضخُّ القلبُ في اليومِ ثمانيةَ أمتارٍ مكعبةٍ، وكلُّ مترٍ مكعبٍ طنٌّ تقريباً.
خلال عمرٍ يسري عبرَ الأوعيةِ من مئةٍ وخمسين إلى مئتين وخمسين ألفَ طنٍّ، لو أنّ القلبَ مضخةٌ لها فتحةُ دخولٍ وخروجٍ لملأَ أكبرَ ناطحةِ سحابٍ في العالمِ في عمر ستينَ عاماً!!، ولو عَبَّرْنا عن جهدِ القلبِ في الإنسانِ فإنّه يكفي لدفعِ قطارٍ في طريقٍ صاعدٍ إلى قمةِ أربعةِ آلافِ وثمانمئةِ مترٍ، مِن صفرٍ إلى أربعةِ آلافِ وثمانمئةِ متر!!، قال سبحانه:{هاذا خَلْقُ الله فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الذين مِن دُونِهِ بَلِ الظالمون فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ}[لقمان: ١١] .
هذه بعضُ الحقائقِ البديهيةِ عن جهازِ الدورانِ في جسمِ الإنسانِ.
[الشرايين والأوردة]
في الإنسانِ وريدٌ وشريانٌ، في الشريانِ دمٌ مُؤَكْسَدٌ يحملُ الأوكسجينَ، والشريانُ ينقسمُ، ويتشعّبُ، ويتفرَّعُ حتى يصلَ إلى أصغرِ خليةٍ في الجسمِ لإمدادِها بالغذاءِ، والدمُ بحاجةٍ ماسّةٍ ودائمةٍ إلى الأوكسجين؛ لذلك تحملُ الأوردةُ الدمَ إلى القلبِ، ليضخَّ إلى الرئتين ليأخذَ منهما الأوكسجين.