إنّ جنودَ اللهِ عزَّ وجل لا يعلمُها إلا هو سبحانه، وممّا نسمعُ من حينٍ لآخرَ أنَّ أسراباً من الجرادِ تنتقلُ من بلدٍ إلى بلدٍ، وتكافَحُ في هذا البلدِ، وتفلتُ من أيدي المكافحين في بلدٍ آخرَ، هذه الجرادةُ التي تبدو للناسِ ضعيفةً هي شيءٌ خطيرٌ جداً.
يقولُ بعضُ العلماءِ:"إنَّ كميةَ الطعامِ التي تأكلُها الجرادةُ يومياً تعادلُ وزنَها"، فإذا كان سربٌ من الجرادِ يزن ثمانينَ ألفَ طُنٍّ، فهو يأكلُّ في اليومِ الواحدِ ثمانينَ ألفَ طنٍ من الموادِ الغذائيةِ، ولعلَّ اسمَه يشيرُ إلى ذلك، فلا يَدَعُ شيئاً من أوراقِ الأشجارِ، ولا من ثمارِها، ولا من لحائِها، فهي لا تُبقِي ولا تَذَرُ.
يوجدُ في الكيلو متر الواحدِ المربعِ من أسرابِ الجرادِ ما بين مئةِ مليونٍ، ومئتي مليون جرادةٍ.
ويزيدُ طولُ بعضِ أسرابِ الجرادِ على أربعمئة كيلو مترٍ - أي مِن دمشق إلى حلب، أو أكثر - ويضمُّ بعضُ أسرابِ الجرادِ أكثرَ من أربعينَ ألفَ مليونِ جرادةٍ.
[بيت العنكبوت]
يقولُ اللهُ عز وجل في كتابِه الكريم:{مَثَلُ الذين اتخذوا مِن دُونِ الله أَوْلِيَآءَ كَمَثَلِ العنكبوت اتخذت بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ البيوت لَبَيْتُ العنكبوت لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ}[العنكبوت: ٤١] .
بيتُ العنكبوتِ أَوْهَنُ بيتٍ على الإطلاقِ بنصِّ هذه الآيةِ، قال العلماءُ:" (إنّ) حرفٌ مُشَبَّهٌ بالفعلِ، يفيدُ التوكيدَ، {وَإِنَّ أَوْهَنَ البيوت} ، واللام في قوله تعالى:{لَبَيْتُ} اللام: لامُ المُزَحْلَقَةِ، أساسُها لامُ التوكيد، زُحلِقَتْ من اسمِ إنّ إلى خبرِها"، إذاً هناك توكيدان في الآيةِ، {وَإِنَّ أَوْهَنَ البيوت لَبَيْتُ العنكبوت} ، ويقولُ اللهُ عز وجل:{وَتِلْكَ الأمثال نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَآ إِلاَّ العالمون}[العنكبوت: ٤٣] .. وهذا التعريفُ يفيدُ التخصُّصَ، فعلماءُ الحشراتِ وحْدَهم يعلمون سرَّ هذه الآيةِ.