قال العلماءُ:"إنّ الإنسانَ الذي يعملُ ليلاً ونهاراً بنوباتٍ سريعةٍ تضطربُ الساعةُ البيولوجيةُ في جسمِه".
وقد اكتشفَ العلماءُ مرضاً عند رجالِ الأعمالِ، هؤلاء الذين يتنقلون سريعاً من مدينةٍ إلى أخرى، فتضطربُ عندهم الساعةُ البيولوجيةُ، هذا من أدقِّ صنعِ اللهِ عز وجل، وهو القائلُ:{صُنْعَ الله الذي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ}[النمل: ٨٨] .
عندك ساعةٌ، تبرمجُ الهرموناتِ، والنبضَ، والضغطَ، والحرارةَ، والقدرةَ على الهضمِ، وهذه الساعةُ تدركُ إذا كنتَ في النهارِ أم في الليلِ، دون أنْ يكونَ لها علاقةٌ بقوتك الإدراكيةِ، هذا صنعُ اللهِ الذي أتقنَ كلَّ شيءٍ، {وَفِي الأرض آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ * وفي أَنفُسِكُمْ أَفَلاَ تُبْصِرُونَ}[الذاريات: ٢٠-٢١] .
[جهاز التكييف والتبريد في جسم الإنسان]
منَ الآياتِ الدالةِ على عظمةِ اللهِ عز وجل أنّ في الإنسانِ جهازَ تكييفٍ وتبريدٍ، يُعدُّ مِن أدقِّ وأعقدِ الأجهزةِ، فالإنسانُ كائنٌ يتميّزُ بحرارةٍ ثابتةٍ، تعادلُ سبعاً وثلاثين درجةً، فكيف يصنعُ لو ارتفعتِ الحرارةُ، أو انخفضتْ، هو لا يموتُ إلا في حالتين؛ إذا ارتفعتْ حرارتُه إلى الخامسةِ والأربعين مع الرطوبةِ المطلقةِ، أو ارتفعتْ إلى درجة الستين مع الجفافِ المطلقِ، فما دونَ هاتين الحالتين فالإنسانُ مزوَّدٌ بجهازٍ بالغِ التعقيدِ يثبِّتُ حرارتَه في الدرجةِ السابعةِ والثلاثين، كيف يكون ذلك؟