للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شيءٌ آخرُ، يفرزُ الكبدُ بروتيناً يعيِّرُ ويحدِّدُ نِسَبَ الماءَ في الجسمِ، ومَن التهبَ كبدُه أُصيبَ بالاستسقاءِ، أيْ إنّ الجسمَ يخزِّن ماءً كثيراً يفوقُ حاجتَه.

ومن وظائفِ الكبدِ التخليطُ، فالكبدُ يدرسُ وضعَ السمِّ، فإمّا أنْ يعدّلَه بتفاعلٍ كيماويٍّ، وإمّا أن يقيِّدَه، وإمّا أن يطردَه، بحسبِ خطورتِه، وسمِّيتِه، وكأنه عاقلٌ يفعلُ ما يناسبُ، يفحصُ هذا السمَّ، فإمّا أن يفرزَ عليه مادةً فيعطِّلَه، وإمّا أن يقيدَه - يحاصره - وإمّا أن يأخذَه إلى خارجِ الجسمِ، ويطرحَه مع البولِ، هذا كلُّه من وظائفِ الكبدِ.

وشيءٌ آخرُ، يفرزُ الكبدُ الصفراءَ، مليونان ونصفٌ من الكرياتِ الحمراءِ تموتُ في كلِّ ثانيةٍ، تموتُ هذه الخلايا فتساقُ إلى الطحالِ مقبرةِ الكرياتِ الحمراءِ، وهناك تُفكُّ إلى جزئياتِها الأساسيةِ، يُؤخذُ الحديدُ الناتجُ عن تفكيكِ جزئياتِ الكرياتِ الحمراءِ إلى معملِ نقيِّ العظامِ، وتؤخذُ مادةُ الهيموغلوبين إلى الكبدِ، فتكون الصفراءُ، فالصفراءُ التي في الكبدِ من نتاجِ تحليلِ كرياتِ الدمِ الحمراءِ الميتةِ، ماذا تفعلُ الصفراءُ؟ تساعدُ على امتصاصِ الدسمِ، وهضمِه، وتعينُ على حركةِ الأمعاءِ، وتعقِّمُ الأمعاءَ من الجراثيمِ، لذلك من استْؤصلتْ صفراؤُه يصعبُ عليه امتصاصُ الدسمِ.

متى يلتهبُ الكبدُ؟ اليرقانُ التهابُ الكبدِ، قال أصحابُ الاختصاصِ: "يلتهبُ إذَا تلوّثَ الطعامُ وأدواتُه بالموادِ البرازيةِ"، مِن هنا جاءتْ أحاديثُ الطهارةِ، فالأحاديثُ الكثيرةُ التي يحضُّنا بها النبيُّ عليه الصلاةُ والسلامُ على التطهُّرِ والتبرُّؤِ من البولِ، ومن كلِّ شيءٍ يخرجُ من الجسمِ، كلُّ هذا مِن أجلِ حفظِ الكبدِ.

<<  <  ج: ص:  >  >>