كان هذا اللقاءُ وهذا العلاجُ دليلاً على تغيُّرٍ بطيءٍ وهادئٍ تشهدُه مهنةُ الطبِّ، وأنّ تصفَ لمريضٍ وصفةً تنصحُه فيها بأنْ يصلِّيَ، وأنْ يتصلَ باللهِ، وأنْ يتوبَ إلى اللهِ، وأنْ يصطلحَ مع اللهِ، وهذا جزءٌ من العلاجِ، واكتُشِفَ هذا لا مِن بابِ التعبُّدِ، ولا منْ بابِ تطبيقِ منهجِ اللهِ، اكتشف هذا مِن التجارِبِ.
ولا أحدَ يعلمُ كمْ مِن الأطباءِ الذين يأمرون مرضَاهم بالصلاةِ، لكنَّ عدداً متزايداً مِن الأطباءِ في كلِّ أنحاءِ الولاياتِ المتحدةِ يتخلون عن الفصلِ التقليديِّ بين الدِّينِ والعلمِ، ويكتشفون الفوائدَ الشفائيةَ للصلاةِ.
وأظهرَ استطلاعٌ أُجرِيَ في اجتماعٍ سنويٍّ ضَمَّ أكثرَ مِن مئتين وخمسين طبيباً، أن تسعةً وتسعينَ بالمئةِ مِن الأطباءِ وجدوا أنّ هناك فائدةً ملموسةً واضحةً عند مرضاهم حينما يدعُونَهم إلى الصلاةِ.
وفي جامعةٍ أخرى حَضَرَ أكثرُ من ألفِ شخصٍ يعملون في مجالِ الصحةِ مؤتمراً، أكّدوا فيه أيضاً العلاقةَ بين الشفاءِ والصلاةِ.
وقال بعضُهم:"إنّ الرأيَ الغالبَ سابقاً كان أنّ العلمَ لا يتناسبُ مع الدينِ"، وأضافَ قائلاً:"إنّ الشجاعةَ ما زالتْ غيرَ كافيةٍ للاعترافِ بقوةِ تأثيرِ الصلاةِ، وإنّ هناك فراغاً فيما يتعلقُ بالعنايةِ الكاملةِ لمرضَانَا".
هذا المريضُ حينما يصطلحُ مع اللهِ، حينما يتصلُ باللهِ يقوَى جهازُ مناعتِه، وهذه حقيقةٌ علميةٌ.
جهازُ المناعةِ هو الجهازُ الرائعُ المدهشُ، الذي خَلَقَهُ اللهُ في الإنسانِ ليكافحَ المرضَ، ليكافحَ السرطانَ، ليكافحَ كلَّ خللٍ في جسمِ الإنسانِ، هذا الجهازُ الخطيرُ المبدِعُ يقوَى بالاتصالِ باللهِ، يقوى بالحبِّ، يقوى بحالةِ الأمنِ، يقوى بالطمأنينةِ، يقوى بالثقةِ.
وقال آخرُ، وهو مديرُ معهدٍ وطنيٍّ للأبحاثِ العلميةِ، "كنا نشعر من قبلُ أنّ إثارةَ موضوعِ الدِّينِ مع مَرضانا هو ضدّ آدابِ المهنةِ، أمَّا الآن فقد أصبحَ ضرورةً تُملِيها طبيعةُ المهنةِ، وحاجةُ النفسِ".