لقد عرفَ العلماءُ أخيراً أنّ نَقْصَ كميةِ الدمِ في الشرايينِ يحثُّها على العمل، ِ وعلى الصيانةِ، وعلى زيادةِ إنتاجِها، مِن هنا تأتي الحجامةُ، فإذا قلَّتْ كمياتُ الدمِ في الشرايينِ بفعلِ الحجامةِ يحُثُّ حينئذٍ هذا النقصُ معاملَ كرياتِ الدمِ الحمراءِ، وتُصانُ، ويزيدُ نشاطُها بهذا النقصِ، لذلك قال العلماءُ:"إن النقصَ المنتظمَ للدمِ يسهمُ في صيانةِ هذه المعاملِ".
إنّ هذه المشكلةَ محلولةٌ عند النساءِ بسببِ الدورةِ الشهريةِ، إذ تفقدُ المرأةُ من دمِها كلَّ شهرٍ جزءاً، وهذا يقيِها الإصابةَ بهذه النوباتِ، ويعلمُ الأطباءَ أنّ الإصابةَ بهذه النوباتِ عند النساءِ أقلُّ من إصابةِ الرجالِ، لكنّ الرجالَ أُمِروا بالحجامةِ تنفيذاً لقولِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وبعد انقطاعِ الطمثِ تتساوى نسبةُ الإصابةِ بين الذكورِ والإناثِ.
هذه رؤيةٌ أراها اللهُ نبيَّه صلى الله عليه وسلم، فلذلك ثمةَ أحاديثُ تزيد على سبعة عشر حديثاً وردت في الحجامةِ، فلذلك قال صلى الله عليه وسلم:"مَنْ أَرَادَ الحِجَامَةَ فَلْيَتَحَرَّ سَبْعَةَ عَشَرَ، أَوْ تِسْعَةَ عَشَرَ، أَوْ إِحْدَى وَعِشْرِينَ، وَلا يَتَبَيَّغْ بِأَحَدِكُمْ الدَّمُ فَيَقْتُلَهُ".
ووقتُ الحجامةِ في أولِ قدومِ فصلِ الربيعِ، مع اشتدادِ الحرِّ.
في جسمِ الإنسانِ جهازُ رقابةٍ على الدمِ خطيرٌ جداً، هذا الجهازُ يراقبُ كميةَ الدمِ على نحوٍ مستمرٍّ، ويعرِفُ ما يطرأُ على الدمِ من زيادةٍ أوْ نقصانٍ، فإذا طَرَأَ عليه نقصانٌ أعطى هذا الجهازُ إشارةً إلى معاملِ كرياتِ الدمِ الحمراءِ في نقي العظامِ كي تزيدَ من إنتاجِها، ليعودَ الدمُ إلى وضْعِه الطبيعيِّ، مِن هنا تأتي الحجامةُ كسنَّةٍ نبويةٍ لها هدفٌ صحيٌّ كبيرٌ.
قرأتُ بحثاً لمؤلّفٍ لا يعرف إنْ كان في الإسلامِ حجامةٌ، حيث إنقاصُ الدمِ كلَّ عامٍ مرةً أو مرتين، يقولُ هذا المؤلِّفُ الغربيُّ:"إنّ فقدانَ الدمِ بانتظامٍ قد يؤدِّي إلى حمايةِ الإنسانِ من النوباتِ القلبيةِ".
وهناك مقالةٌ مطولةٌ متعلقةٌ بتركيبِ الحديدِ في الدمِ، فإذا زادَت شواردُ الحديدِ في عضلةِ القلبِ أضْعَفَها، وسبَّبَ بعضَ الأزماتِ القلبيةِ.