إنّ الشابَّ الذي يبحثُ عن عملٍ، ثم يبحثُ عن زوجةٍ، هو في الظاهرِ يبحثُ عن كفايتهِ، ويقضي حاجتَه، وهو في الحقيقةِ يسهمُ في بناءِ أمّتهِ، لأن الأسرةَ النظيفةَ المتماسكةَ هي الخليةُ الأولى في جسمِ المجتمعِ السويِّ المتقدِّمِ، وإنّ الشابَّ الذي يهملُ عملَه، ويقضي وَطَرَه من طرقٍ غيرِ مشروعةٍ، ومع فتياتٍ ساقطاتٍ يسهمُ مِن حيثُ يريدُ، أو لا يريد، من حيث يعلمُ، أو لا يعلمُ في تدميرِ نفسِه، وأسرتِه، ومجتمعِه، وهل الأمةُ إلا بشبابِها الأصحاءِ الأقوياءِ المستقيمين، وشاباتِها؟!.
وقد أحْسنَ مَن قال:
يَا بنات الجيلِ هيَّا حصِّنوا هذا البناء
احفظوا جيلَ الشباب أرشدوهم للصواب
فهم النبع الغزير ولكم عذب الشراب
حصِّنوا كلّ الشباب لينيروا كالبدور
يسِّروا أمر الزواج لا تغالوا بالمهور
واحذروا داء التباهي بالأثاث والقصور
إنما نبع السعادة كامن ضمن الصدور
احذروا الفيروس فهو الآن ... جمر يختفي تحت الرماد
إن تجاهلنا الحقيقة فاجأتنا ... النار يوماً واكتوى كل العباد
بدِّدوا الجهل بعلم ... أيقظوا أهل الرقاد
توِّجُوا العلم بطهر ... صادق فهو العماد
ها هو الفيروس يغتال ... الضحايا قاصداً كل البلاد
وهو أعمى عن شباب ... طاهر يأبى الفساد
إنما العفة ماء ... بارد عذب زلال
يطفىء الجمر ويروي ... كل من طلب الحلال
يقولُ العلماءُ: "إنّ السببَ الأولَ لهذا المرضِ هو شيوعُ الفاحشةِ، بل شيوعُ الفاحشةِ المنكرةِ، المثلية بين أفرادِ المجتمعِ"، لذلك يقول عليه الصلاة والسلام: "لَمْ تَظْهَرُ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا ... . "، أي إلى أنْ يظهروها، وإلى أن يعلنوا عنها في الصحفِ والمجلاتِ، وفي أجهزةِ الإعلامِ، ففي الغربِ، وفي البلادِ التي انحلَّتْ فيها القيمُ يُعلنُ عن الرذيلةِ في أجهزةِ الإعلامِ، ويُعلَنُ عن أماكنِ البغاءِ، وأماكنِ الانحرافِ، في كلِّ مكانٍ، "حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلا فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ وَالأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلاَفِهِمِ ... ".