في القرآنِ الكريمِ آيةٌ مِنْ سورةِ الرحمنِ، وهي قوله تعالى:{فَإِذَا انشقت السمآء فَكَانَتْ وَرْدَةً كالدهان}[الرحمن: ٣٧] ، لو تتبَّعْتَ تفسيرَها في معظمِ كُتبِ التفاسيرِ قبلَ نشْرِ الصورةِ لَمَا وجدتَ فيها ما يَشفِي غليلَك، ذلك لأنّ في القرآنِ آياتٍ لمَّا تُفَسَّرْ، كما قال سيدنا عليٌّ رَضي اللهُ عنه، وإنّ انشقاقَ هذا النّجمِ يُشبِهُ ورْدةً متألّقَةً، بل إنّ صورةَ هذا النجمِ عندَ انفجارِه هو تفسيرُ هذه الآيةِ، بشكلٍ أو بآخرَ، هذا لونٌ مِن ألوانِ الإعجاز، فالقرآنُ معجزةٌ مستمرةٌ، وقد أَحْجَمَ النبيُّ عليه الصلاة والسلام - ولعلَّ هذا اجتهادٌ منه، أو لعله بتوجيهٍ من الله عزَّ وجل - عن شرحِ أكثرِ الآياتِ الكونيةِ في القرآنِ الكريمِ، ذلك أنه لو شَرَحَها شرحاً مقتضباً موجَزاً لأَنْكَرَ عليه مَن سيأتي من بَعده، ولو شَرَحَها شرحاً مفصَّلاً لأَنْكَرَ عليه مَن حوله، فتُرِكَتْ لتطوّرِ الحياةِ وتطورِ العِلمِ.
وقد ورد في تفسير ابن كثير:{فَكَانَتْ وَرْدَةً كالدهان} ، أي تذوب كما يذوب الدُّرْدِيّ والفضَّة في السبك.
وتتلوَّن كما تتلوَّن الأصباغُ التي يُدهَن بها، فتارةً حمراء، وصفراء، وزرقاء، وخضراء] .
وفي قولٍ آخر:{وَرْدَةً كالدهان} قال: هو الأديم الأحمر.
وفي قولٍ عن ابن عباس:{فَكَانَتْ وَرْدَةً كالدهان} كالفرس الوَرْد.
وقال الحسن البصري: تكون ألواناً.
وقال مجاهد: كالدهان: كألوان الدهان، هذا في تفسير ابن كثير.
وأما في تفسير القرطبي فيقول:"صارت في صفاء الدهن، وقال سعيد بن جبير وقتادة المعنى فكانت حمراء، وقيل: تصير في حُمْرَة الورد وجريان الدهن، وقيل: الدِّهانُ الجِلدُ الأحمر الصرف، أي تصير السماء حمراء كالأديم لشدة حَرِّ النار".
قال تعالى:{فَإِذَا انشقت السمآء فَكَانَتْ وَرْدَةً كالدهان} ، من أجلِ أنْ نعلَمَ أنّ هذا القرآنَ كلامُ اللهِ، وأنه معجزةٌ مستمرةٌ إلى نهايةِ الكونِ، فلا أحدَ يخْطُر في بالِه أنّ نجماً ينفجر في السماءِ على شكلِ وردةٍ، تماماً كالوردةِ الجوريةِ، بأوراقِها الحمراءِ، وكأسِها في الوسطِ، وأوراقِها الخضراءِ، {فَإِذَا انشقت السمآء فَكَانَتْ وَرْدَةً كالدهان} .