نحنُ على كوكبٍ اسمهُ الأرضُ، وكلُّنا يعلم أنّ هناك مجموعةً شمسيّةً، كَعُطارِد، والزُّهْرة، والمريخِ، والمشترِي، وزُحَلَ، وأورانوس، ونبتون، وبلوتون، هذه الكواكبُ السيارةُ حول الشّمس ليست صالحةً للحياةِ، فلماذا كانت الأرضُ وحْدَها صالحةً للحياةِ؟ كوكبُ عطارد يومُهُ ثمانيةٌ وثمانون يوماً، أيْ أربعة وأربعون يوماً ليلاً، وأربعة وأربعون يوماً نهاراً! فهل يصلُح للحياة؟ تنامُ وتستيقظُ، وتنامُ وتستيقظُ، ولا يزالُ الليلُ طويلاً، والسَّنةُ ثمانيةٌ وثمانون يوماً، أربعةُ فصولٍ في ثمانية وثمانين يوماً، فهذا النَّجمُ يدورُ حولَ الشمسِ في ثمانيةٍ وثمانينَ يوماً، وليس في هذا النّجمِ هواءٌ، فهو ليس صالحاً للحياة، فما سرُّ أنّ الأرضَ وحْدَها صالحةٌ للحياةِ؟
شيءٌ آخر، كوكبُ "الزُّهرة" يومهُ مئتان وخمسة وعشرون يوماً، أيْ مئة وزيادة نهارٍ، ومئةٌ وزيادة ليلٍ، وسنتهُ أيضاً مئتان وخمسة وعشرون يوماً، لكنّ حرارةَ هذا الكوكبِ في النهارِ تصلُ إلى عشرين درجةً، نستمعُ أحياناً إلى أنّ الأراضي المقدّسةَ قد بلغَتِ الحرارةُ فيها أربعين درجةً، إلى خمسين، شيءٌ لا يُحتمل! هذا الكوكبُ في النهارِ تصلُ الحرارةُ فيه إلى عشرين درجة، وأمّا في الليلِ فَعِشرون تحت الصِّفر، فهل يصلحُ هذا الكوكبُ للحياةِ، حيثُ لا هواءَ ولا ماءَ.
وأما كوكبُ "المرِّيخ" فنهارهُ كنهارِ الأرضِ، أربعٌ وعشرون ساعة، ولكنّ سَنته ستّمئة وسبع وثمانون سنة، فالإنسانُ يعيشُ ويعيشُ أولادُه، وأولادُ أولادِه، ولا يرَون جميعاً الصَّيْف، يعيشُ الإنسانُ وأولادهُ وأولادُ أولادِه في الشّتاء، فهل هذا الكوكبُ صالحٌ للحياةِ؟ مِن أينَ يأتي النباتُ؟ مِن تبدُّلِ الفُصولِ، سنتهُ ستّمئة وسبعة وثمانون عاماً!! وهذا الكوكبُ يدور حولَ الشمسِ في هذه المدةِ الطويلةِ، وحرارتُه سبعون درجةً تحت الصِّفر، لا ماءَ فيه، ولا هواءَ، إذاً فهو لا يصلحُ للحياةِ.
و"المشتري" نهارهُ عشرُ ساعات، في خمس ساعات ينتهي النهار، وسنتهُ اثنتا عشرة سنة، وحرارتُه مئة وثلاثون درجةً تحت الصّفر، وكثافتُه رُبْعُ كثافةِ الأرضِ، إذاً هو كوكبٌ مِن الغازاتِ، فهو لا يصلحُ للحياةِ.