قال العلماءُ:"إنّ البذورَ قد خُلِقَتْ خَلْقاً يجعلُها في مَنجاةٍ من عواملِ التعْرِيَةِ"، فإذا كانتْ مع الترابِ، ولا ترَاها عيْنُك، فلسنواتٍ تلْوَ سنواتٍ يعتريها حرٌّ وقرٌّ، ورياحٌ شديدةٌ، وطقسٌ قاسٍ، وصقيعٌ شديدٌ، وهذه البذورُ تبقى محافظةً على حياةِ رُشيْمِها، وعلى الغلافِ الرقيقِ الذي يُحيطُ بالرُّشَيمِ، وعلى الجُذَيرِ، وعلى السُّوَيقِ، وعلى مِحفظةِ الغذاءِ سنواتٍ طويلةً، وبعد هذه السنواتِ تأتي الأمطارُ، فإذا الأرضُ جنةٌ خضراءُ، وإذا الأزهار فوّاحَةُ الرائحةِ، وإذا الألوانُ مشرقةٌ، ومتناسبةٌ، فأين كان كلُّ هذا؟ لقد جَعَلَها اللهُ في مَنجاةٍ من عواملِ التَّعريَةِ التي تؤثِّرُ في الصّخورِ.