إنّ اللهَ تعالى جعلَ القمحَ لبني البشرِ غذاءً كاملاً، ولكنّ عنايةَ الله سبحانه وتعالى، إضافة إلى أنّها جَعَلَتْ هذا القمحَ ينبتُ في كل بقاعِ الأرضِ، ينبتُ في السهولِ، وينبتُ في الجبالِ، وينبتُ في الأغوارِ، وينبتُ في الأجواءِ الباردةِ، وينبتُ في الأجواءِ الحارّةِ، وينبتُ في الأجواءِ المعتدلةِ، وفي كلِّ لحظةٍ من لحظاتِ الزمنِ هناك قمحٌ على وجهِ الأرضِ ينبتُ، ولكنَّ الإبداعَ الإلهيَّ لهذه الثمرةِ أنه جَعَلَها كاملةَ الغذاءِ، ففيها غلافٌ خارجيٌّ يزن تسعةً في المئةِ من مجموعِ وزنِها، يُسمَّى عند الناس النُّخالة، وفيها قشرةٌ رقيقةٌ تنطوِي على مادةٍ آزوتيةٍ لا تزيدُ على ثلاثةٍ في المئة من وزنِها، وفيها الرُّشَيْمُ الكائنُ الحيُّ الذي ينبتُ إذا توافرت له شروطُ الإنباتِ، ووزنُه لا يزيدُ على أربعةٍ في المئة من وزنِ حبَّةِ القمحِ، والأربعةُ والثمانون في المئة نَشاءٌ خالصٌ، ماذا نفعل نحن؟ ننزعُ عن القمحةِ غلافَها، وغشاءَها، ولا يبقى لنا إلا النّشاءُ الخالصُ، أمّا هذا الغلافُ الذي يسمِّيه الناس نُخالةً ففيه ستةُ فيتامينات، فيتامين ب١، ب٢ ...