عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: نَزَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَنْزِلاً، فَانْطَلَقَ إِنْسَانٌ إِلَى غَيْضَةٍ فَأَخْرَجَ مِنْهَا بَيْضَ حُمَّرَةٍ، فَجَاءَتْ الْحُمَّرَةُ تَرِفُّ عَلَى رَأْسِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَرُؤُوسِ أَصْحَابِهِ، فَقَالَ:"أَيُّكُمْ فَجَعَ هَذِهِ؟ " فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ: أَنَا أَصَبْتُ لَهَا بَيْضاً، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:"ارْدُدْهُ"، وفي رواية: وَقَالَ: "رُدَّهُ رَحْمَةً لَهَا"، وفي رواية أبي داود:"تفرش جناحها"، بدل "ترفُّ".
قال العلماء: "تحمل الدِّبَبة، والكلابُ، والقطط أولادَها بأنيابِها الحادّةِ، وتعدو بها مسافاتٍ شاسعةً دون أنْ تخدشَ جلدَها.
يعيش الإكسيلوب منفرداً في فصل الربيع، ومتى باض مات، فالأمُّ لا ترى صغارها التي لا تستطيعُ الحصول على غذائها لمدةِ سنّة، بل تضعُ الأمُّ ثمّ تموتُ، وهذا الذي وضعَتْه مِن أين يتغذّى؟ لن يستطيعَ أن يأكلَ مباشرةً إلا بعدَ سَنةٍ، ما الذي يحصل؟ تحفر الأمُّ في خشبٍ حفرةٌ مستطيلةٌ تجلبُ طلْعَ الأزهارِ، وبعضَ الأوراقِ السكريةِ، وتحشو به ذلك السردابَ، ثم تبيضُ بيضةً، ثم تأتي بنشارةِ خشبٍ، وتجعلُها سقفاً لهذا السردابِ، وبعْدَها تموتُ، وبعد أن تفقسَ يخرج البيضُ، وتجدُ طعاماً يكفِيها سنةً، {قَالَ رَبُّنَا الذي أعطى كُلَّ شَيءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هدى}[طه: ٥٠] .
إنها حشرة تُدعى الحفَّار، تحفرُ أنثاهُ نفقاً في الأرضِ، ثم تبحثُ عن دودةٍ تَلْسَعُها، وتُخَدِّرُها، ولا تميتُها، ثم تسحبُها إلى النفقِ، ثم تضعُ البيضَ، وتسدُّ النفقَ، وقد هيَّأَتْ للصغارِ طعاماً طازجاً يكفيها مدةً طويلةً، وبعدها تموتُ.
بعضُ أنثى الطيرِ تطعِمُ صغارَها أكثرَ مِن ألفٍ وثلاثمئة مرةٍ في اليومِ، تُلقِم صغارَها الطعامَ، ما بين الفجرِ والغروبِ.
والناقةُ تبكي على فَقْدِ صغارِها، والكلبةُ تبكي على جَرْوِها الميتِ.