يقولُ علماءُ الوراثةِ:"إنّ التزاوجَ بينَ الأقاربِ من الدرجةِ الأولى ينقلُ الأخطاءَ في المورِّثاتِ، أو الضعفَ، أو الأمراضَ، أو العاهاتِ إلى الأجيالِ بنسبةِ خمسينَ بالمئةِ، والزواج من الأقارب مِن الدرجةِ الثانيةِ ينقلُ الأخطاءَ في المورِّثاتِ بنسبةِ اثني عشرَ بالمئةِ، ومن الدرجةِ الثالثةِ بنسبةِ ستّةٍ بالمئةِ"، وهذا التفسيرُ العلميُّ وراءَ قولِه تعالى:{حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعماتكم وخالاتكم وَبَنَاتُ الأخ وَبَنَاتُ الأخت وأمهاتكم الاتي أَرْضَعْنَكُمْ وأخواتكم مِّنَ الرضاعة}[النساء: ٢٣] .
أمّا الزواجُ من الأقاربِ مِن الدرجةِ الرابعةِ ففيها تقلُّ نسبةُ انتقالِ الأخطاءِ في المورِّثاتِ، وقد رُوِيَ عن عمر رضي الله عنه:(اِغْتَرِبُوا، لاَ تُضْوُوا) .
فكلّما ابتعدتَ في اختيارِ الزوجةِ جاءَ النَّسْلُ قويّاً.
ويقولُُ سيدُنا عمرُ رضي اللهُ عنه أيضاً:(لا تَنْكِحُوا قَرَابَةَ القَرِيبَةِ، فإنّ الوَلَدَ يُخْلَقُ ضَاوِياً) ، يعني ضعيفاً.
وعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "تَخَيَّرُوا لِنُطَفِكُمْ، وَانْكِحُوا الأَكْفَاءَ، وَأََنْكِحُوا إِلَيْهِمْ".
وتحسينُ النسلِ يُعدُّ مِن أرقى علومِ الوراثةِ، أيْ أن يأتيَ جيلٌ يتمتَّعُ بقدراتٍ عقليّةٍ عاليةٍ، وبنيةٍ جسميةٍ فائقةٍ، ونفسيةٍ متفتحةٍ، غيرِ متشائمةٍ، وغيرِ مريضةٍ، هذا الذي عَنَاه النبيُّ عليه الصلاةُ والسلام.
لذلك لك على ابنِك حقوقٌ كثيرةٌ جداً، وله عليك حقٌّ أوّل، هذا الحقُّ أن تحسنَ اختيارَ أمّه، هذا أوَّلُ حقٍّ من حقوقِ أولادِك عليك قبلَ أنْ يأتوا إلى الدنيا.