المشيمةُ هي قرصٌ كبيرٌ يرافقُ الجنينَ في رَحِمِ الأمِّ، هذه المشيمةُ تُلقَى بعد الولادةِ، وفيها دورتان دمويتان يفصلُ بينهما غشاءٌ رقيقٌ اسمُه الغشاءُ المشيميُّ، الدورتان الدمويتان هما دورةُ دمِ الأمِّ، ودورُ دمِ الجنينِ، ومن المعلومِ أنّ زمرةَ دمِ الأمِّ غيرُ زمرةِ دمِ الجنينِ، كلُّ دمٍ له زمرةٌ قائمةٌ بذاتِها، وهاتان الدورتان تُفصَلانِ في المشيمة، ويفصل بينهما غشاءٌ رقيقٌ، هذا الغشاءُ الرقيقُ فيه معجزةٌ كاملةٌ، إنه يفصلُ بين دماءِ الجنينِ، ودماءِ الأمِّ، ولكنّه يسمحُ بمرورِ الغذاءِ المنتقَى والمختار بعنايةٍ فائقةٍ من دمِ الأمِّ إلى دمِ الجنينِ، إنه غشاءٌ عاقلٌ، فالجنينُ يحتاجُ إلى بوتاس، وإلى كلس، وغيرِ ذلك، وهذا الغشاءُ يسمحُ بمرورِ ما يحتاجُه الجنينُ من غذاء، يُنتقَى بعنايةٍ فائقةٍ ليلائمَ الجنينَ، ويعينَ على نموِّه، ويسمحُ هذا الغشاءُ أيضاً بمرورِ الأكسجين من دمِ الأمِّ، التي تتنفّسُ، وتأخذُه من الهواءِ، ويعطَى إلى دمِ الجنينِ عبرَ هذا الغشاءِ، ويسمحُ هذا الغشاءُ أيضاً بمرورِ موادِّ المناعةِ من الأمراضِ والأوبئةِ، فإنّ مناعةَ الأمِّ، والتي هي الأضدادُ في دمِها تمرُّ عبرَ هذا الغشاءِ إلى دمِ الجنينِ، وهذا الغشاءُ يسمحُ بانتقالِ الموادِّ السامّةِ، ونتائجِ الاحتراقِ، كغاز ثاني أكسيد الكربون الناتجِ عن عملياتِ البناءِ والهدمِ من دمِ الجنينِ إلى دمِ الأمِّ، ففضلاتُ الجنينِ الموجودةُ في الدمِ تنتقلُ عبرَ هذا الغشاءِ إلى دمِ الأمِّ، إذاً فهو غشاءٌ يسمحُ بمرورِ الغذاءِ المنتقَى، والأكسجين، ويسمحُ بمرورِ المُصولِ المناعيةِ، ويمنعُ مرورَ معظمِ الجراثيمِ والأوبئةِ، ويسمحُ بمرورِ الفضلاتِ الناتجةِ عن الاستقلابِ أو الاحتراق في خلايا جسمِ الجنينِ، فما هذا الغشاءُ؟