للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(١١٥ - ١٧) وفي حديثه: "مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُنْفِقُ مِن كُلِّ مَال لَهُ زَوْجَيْنِ فِي سَبِيلِ الله"، ثمّ قال: "إِنْ كَانَتْ رِجَالًا فَرَجُلَيْنَ، وَإِنْ كَانَتْ إِبِلًا فَبَعِيرَيْنِ .. " وذكر باقي الحديث (١). والتقدير: إن كانت أمواله الّتي ينفق منها رجالًا أو إبلًا. وقد دل على هذا المضمر (٢) قوله: "مِنْ كُلِّ مَالٍ لَهُ". و "رجلين" و "وبعيرين" منصوب على تقدير: "فينفق رجلين".

(١١٦ - ١٨) وفي حديثه: "فَنفح فِيهِ يَمِينَهُ وَشِمَالَهُ، وَبَيْنَ يَدَيْهِ وَوَرَاءَهُ" (٣) كلّ ذلك منصوب على الظرف.

(١١٧ - ١٩) وفي حديثه: "مَا أُحِبُّ أَنَّ لِي أُحُدًا ذَاكَ عِنْدِي ذَهَبًا" (٤):

"ذهبًا" منصوب على التمييز، والتقدير: لو أن لي مثل أحد ذهبًا.


= قوله: "رآه بفؤاده"، وقد صح عنه أنّه قال: "رأيت ربي تبارك وتعالى"، ولكن لم يكن هذا في الإسراءِ، ولكن كان في المدينة لما احتبس عنهم في صلاة الصُّبح، ثمّ أخبرهم عن رؤية ربه تبارك وتعالى تلك اللَّيلة في منامه، وعلى هذا بنى الإمام أحمد- رحمه الله تعالى- وقال: نعم رآه حقًا؛ فإن رؤيا الأنبياء حق ولابد. ولكن لم يقل أحمد رحمه الله تعالى: إنّه رآه بعيني رأسه يقظة. ومن حكى عنه ذلك فقد وهم عليه، ولكن قال مرّة: رآه، ومرة قال: رآه بفؤاده. فحكيت عنه روايتان، وحكيت عنه الثّالثة من تصرف بعض أصحابه: أنّه رآه بعيني رأسه. وهذه نصوص أحمد موجودة ليس فيها ذلك. وأمّا قول ابن عبّاس: إنّه رآه بفؤاده مرتين، فإن كان استناده إلى قوله تعالى: {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى} [النجم: ١١]، ثمّ قال: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى} [النجم: ١٣] والظاهر أنّه مستنده، فقد صح عنه - صلّى الله عليه وسلم - أن هذا المرئي جبريل، رآه مرتين في صورته الّتي خلق عليها، وقول ابن عاس هذا هو مستند الإمام أحمد في قوله: رآه بفؤاد .. والله أعلم.
ينظر: "زاد المعاد" (٣/ ٣٦ - ٣٨).
(١) صحيح: وهو عند أحمد (٢٠٩٣٢) بهذا اللّفظ، وأخرجه النسائي (٣١٨٥)، وصححه الشّيخ الألباني في "صحيح سنن النسائي" (٢٩٨٤)، و"السلسلة الصحيحة" (٢٢٦٠)، و"صحيح الجامع وزيادته" (٥٧٧٤).
(٢) في خ: الضمير.
(٣) صحيح: أخرجه بلفظه: البخارى (٦٤٤٣)، كما أخرجه الترمذى (٢٦٤٤)، وأحمد (٢٠٨٤٠).
(٤) صحيح: أخرجه البخارى (١٤٠٨)، (٦٤٤٤)، ومسلم (٩٩٢)، والدارمي (٢٦٤٨)، وأحمد (٢٠٨٤٠).

<<  <   >  >>