للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(١١٢ - ١٤) وفي حديثه: "مَنْ فَارَقَ الجَمَاعَةَ شِبْرًا" (١) هو منصوب على الظرف، والتقدير: قدر شبر، وفارقهم في حكم الدين.

(١١٣ - ١٥) وفي حديثه: "لَيْلَةَ عُرِجَ بِي جَاءَ بطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ مُمْتَلِئٍ حِكْمَةً وَإِيمَانًا" (٢):

"الطسْتُ" مؤنث ولكنه غير حقيقي فيجوز تذكير صفته حملًا على معنى الإناء. و"حِكْمَةً" تمييز.

(١١٤ - ١٦) وفي حديثه: "سَأَلتُ رَسُولَ الله - صلّى الله عليه وسلم -: هَلْ رَأَى رَبَّهُ؟ ! فَقَالَ: "قَدْ رَأيْتُهُ نُورًا، أَنَّى أَرَاهُ" (٣):

[كذا هنا "أَنَّي أَرَاهُ"] (٤) في هذه الرِّواية "نورًا" بالنصب، والوجه فيه أنّه جعل "نورًا" بدلًا من الهاء، أي: رأيت نورًا. ثمّ استأنف: "أَنَّى أَرَاهُ؟ ! " أي: كيف أرى الله وَثَمَّ نُورٌ يمنعني؟ ! فالهاء في "رأيته" للنور، وفي "أراه" لله تعالى. ويروى "نورٌ" بالرفع، تقديره: ثَمَّ نُورٌ فكيف أرى الله (٥)؟ ! .


(١) صحيح: أخرجه أبو داود (٤٧٥٨)، وأحمد (٢١٠٥١).
(٢) صحيح: أخرجه البخاريّ (٣٤٩)، ومسلم (١٦٣)، وأحمد (٢٠٣٢٦).
(٣) صحيح: وهو عند أحمد (٢٠٨٠٦) بهذا اللّفظ، وأخرجه مسلم (١٧٨)، والترمذي (٣٢٨٢).
(٤) سقط في ط.
(٥) قال السيوطيّ: "وقال القرطبي: رفع "نور" على فعل مضمر تقديره: غلبني نور أو حجبني نور، و"أنى أراه" استفهام على جهة الاستبعاد" اهـ
"عقود الزبرجد" (٢/ ١٣٣).
وقال ابن القيم- رحمه الله! -: واختلف الصّحابة هل رأى ربه تلك اللَّيلة أم لا؟ فصح عن ابن عبّاس أنّه
رأى ربه، وصح عنه أنّه قال: رآه بفؤاده.
وصح عن عائشة وابن مسعود إنكار ذلك، وقالا: إن قوله: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (١٣) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى} [النجم: ١٣، ١٤] إنّما هو جبريل. وصح عن أبي ذر أنّه ساله: هل رأيت ربك؟ فقال: "نور أنى أراه" (وهو الحديث الّذي معنا) أي: حال بيني وبين رؤيته نور، كما قال في لفظ آخر: "رأيت نورًا". وقد حكى عثمان بن سعيد الدارمي اتفاق الصّحابة على أنّه لم يره.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية- قدس الله روحه: وليس قول ابن عبّاس: "إنّه رأه" مناقضًا لهذا، ولا =

<<  <   >  >>