للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والثّاني: قوله: "أَوْ دِمَائِهِمْ أوْ حُلَلِهِمْ"، وهذا الموضع يليق به الواو؛ لأنّ كلّ واحدة منهن يسترها هذه الأشياء الثّلاثة.

والثّالث: أنّه أفرد الضمير في "ساقها" وجمع فيما بعد ذلك. والوجه فيه أنّه نَزَّلَ المؤنث منزلة المذكر على ما جرت به العادة في صيانة المؤنث.

وأمّا "أو" فيجوز أن تكون بمعنى الواو (١)، ويجوز أن يراد بها أن بعضهن كذا وبعضهن كذا، ويشير إلى التفصيل.

وأمّا إفراد الضمير فيرجع إلى الواحدة أو إلى الجمع، وأوقع المفرد موقع الجمع.

(١٧٩ - ٥) وفي حديثه: "إنِّي تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ؛ كِتَابَ اللهِ وَعِتْرَتِي، كِتَابَ اللهِ حَبْلًا مَمْدُوًا مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ، وَعتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي" (٢):

أمّا كتاب الله وعترتي الأولان (٣)، فبدلان من "الثقلين"، أمّا "كتاب" (٤) الثّاني فهو بدل من "كتاب" الأوّل، وجوز ذلك وحسنه ما اتصل (٥) به من زيادة المعنى، وهو قوله: "حَبْلًا مَمْدُودًا" [وكذلك "عترتي أهل بيتي"، ونصب "حبلًا ممدودًا]، (٦) على أنّه حال أو مفعول ثانٍ لـ"تارك". ولو روي "كِتَابُ اللهِ


(١) وهكذا وردت الرِّواية.
(٢) إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (١٠٧٤٧) ولفظه: "إنِّي أوشك أن أدعى فأجيب، وإني تارك فيكم الثقلين كتاب الله -عَزَّ وَجَلَّ- وعترتي، كتاب الله حبل ممدود من السَّماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي ... الحديث"، وفي سنده عطية العوفي، إِلَّا أن له شاهدًا عند التّرمذيّ (٣٧٨٨) من طريق حبيب بن أبي ثابت عن ريد بن أرقم.
وصححه الألباني في "صحيح سنن التّرمذيّ" (٣/ ٢٢٧)، وقال في "الصحيحة" (٤/ ٣٥٦): "ثمّ أخرج أحمد (٤/ ٣٧١)، والطبراني (٥٠٤٠)، والطحاوي من طريق علي بن ربيعة قال: لقيت زيد بن أرقم وهو داخل على المختار أو خارج من عنده، فقلت له: أسمعت رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - يقول: "إنِّي تارك فيكم الثقلين [كتاب الله وعترتي] "؟ قال: نعم. وإسناده صحيح؛ رجاله رجال الصّحيح ... ".
(٣) في ط: الأولين.
(٤) في ط: كتابًا.
(٥) في خ: أبصر.
(٦) سقط في خ.

<<  <   >  >>