للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"أَخوف" اسم "إن"، و"ما" ههنا نكرة موصوفة، والعائد محذوف، تقديره: إن أخوف شيء أخافه على أمتي كلّ، و"كلّ" خبر "إن"، وفي الكلام تجوُّز؛ لأنّ "أخوف" هنا للمبالغة وخبر "إن" هو اسمها في المعنى، فكل منافق أخوف، وليس كلّ أخوف منافقًا، بل المنافق مخوف، ولكن جاء به على المعنى.

(٣١٤ - ٢) وفي حديثه قال؛ "إِنِّي صَائمٌ. قَالَ: "وَأَيَّ الصِّيَامِ تَصُومُ؟ ! قال: أوَّلَ الشَّهْرِ وآخِرَهُ. قَالَ: "إنْ كُنْتَ صَائِمًا فَصُمِ الثَّلاثَ عَشْرَةَ وَالأَرْبَعَ عَشْرَةَ والخَمْسَ عَشْرَةَ" (١):

"أي" ههنا منصوبة بـ "تصوم" والزمان معها محذوف تقديره: أي زمان الصوم تصوم؟ ولذلك أجاب بقوله: "أول الشهر"، ولو لم يردّ حذف المضاف لم يستقم؛ لأنّ الجواب يكون على وفق السؤال، وإذا كان الجواب بالزمان كان السؤال عن الزّمان، ويجوز ألَّا يقدر في السؤال حذف مضاف، بل تقدره [في] (٢) الجواب، وتقديره: صيام أول الشهر.

وقوله: "الثلاث عشرة" وما بعدها، أدخل اللام على الاسم الأوّل من المركب وهو القياس، والتقدير اللَّيلة الثلاث عشرة، والمراد به يوم اللَّيلة "الثلاث عشرة"؛ لأنّ اللَّيلة لا تصام.

(٣١٥ - ٣) وفي حديثه: "فَإذَا أَنَا برَبَاحٍ غُلَامِ رَسُول اللَّه - صلّى الله عليه وسلم - قَاعدًا عَلَى أُسْكُفَّةِ الْمَشْرُبَةِ" (٣):


= (١٥٥٤)، و"السلسلة الصحيحة" (١٠١٣).
(١) إسناده ضعيف: أخرجه أحمد (٢١٠)، وفيه حكيم بن جبير، قال أبو حاتم: ضعيف الحديث، منكر الحديت. وضعفه يحيى بن معين وقال: ليس بشيء. وقال أحمد بن حنبل: ضعيف الحديث، مضطرب. وقال ابن مهدي: روى أحاديث يسيرة، وفيها منكرات. وقال أبو داود: ليس بشيء. وقال النسائي: ليس بالقوي.
(٢) سقط في خ.
(٣) صحيح: أخرجه مسلم (١٤٧٩).
والأُسْكُفَّة: عتبة الباب.

<<  <   >  >>