للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"أعفة" مر فوع، خبر "إن"، وفي "ما" وجهان:

أحدهما: هي مصدرية (١)، والتقدير: في علمي أعفة.

والثّاني. زمانية (٢)، تقديره: إنهم مدة علمي فيهم أعفة. ولا يجوز النصب بـ "علمت"؛ لأنّه لا يبقى لـ "إن" خبر.

(٥٤ - ٢٨) وفي حديثه قال: "مَا بَأسٌ ذَلِكَ" (٣):

"ذلك" مبتدأ، و"بأس" خبر مقدم، وبطل عمل "ما" بالتقديم.

(٥٥ - ٢٩) وفي حديثه في قوله لفاطمة عليها السّلام: "هَذَا أَوَّلُ طَعَامٍ أَكَلَهُ أَبُوكِ مِنْ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ" (٤):

هكذا في هذه الرِّواية، ودخول "من" لابتداء غاية الزّمان جائز عند الكوفيين [، ومنعه أكثر البصريين، والأقوى عندي مذهب الكوفيين] (٥)، وقد ذكرت هذا بأدلته في موضع آخر، ومنه (٦) قوله تعالى: {أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ}


(١) ومثالها قوله تعالى: {عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَاعَنِتُّمْ} [التوبة: ١٢٨].
(٢) ومثالها قوله تعالى: {مَا دُمْتُ حَيًّا} [مريم: ٣١].
ومنه قول الشاعر:
أجارتنا إن الخطوب تنوب ... وإني مقيم ما أقام عسيب
أي: مدة دوامي ومدة مقامي.
(٣) صحيح: أخرجه البخاريّ (١٠٠١)، ومسلم (٦٧٧)، وأبو داود (١٤٤٤)، والنسائي (١٠٧٠)، وابن ماجه (١١٨٣)، والدارمي (١٥٤٨)، وأحمد (١١٠٣٩)، وهذا لفظ أحمد.
(٤) حسن: أخرجه أحمد (١٢٨١١).
(٥) سقط في خ.
(٦) ومنه قول النابغة الذبياني يصف السيوف: [الطويل]
تخيرن من أزمان يوم حليمة ... إلى اليوم قد جربن كلّ التجارب
ومنه حديث البخاريّ: "فمطرنا من الجمعة إلى الجمعة"، وشواهده كثيرة، وهو مذهب الكوفيين - كما ذكر المصنِّف - والأخفش والمبرد وابن دُرُسْتَوَيه، واختاره ابن مالك. قال ابن نور الدين "مصابيح المغاني" (ص ٤٥٧): وأمّا تأويل البصريين فتعسف اهـ. =

<<  <   >  >>