للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال محمد الزرقاني (١): "أما ما ينقل عن التابعين ففيه خلاف بين العلماء: منهم من اعتبره من المأثور؛ لأنهم تلقوه من الصحابة غالباً، ومنهم من قال: إنه من التفسير بالرأي، وفي تفسير ابن جرير الطبري كثيرٌ من النقول عن الصحابة والتابعين في بيان القرآن الكريم" (٢).

وقيل: "وإنما أدرجنا في التفسير بالمأثور ما رُوِىَ عن التابعين- وإن كان فيه خلاف: هل هو من قبيل المأثور أو من قبيل الرأي- لأننا وجدنا كتب التفسير بالمأثور، كتفسير ابن جرير الطبري وغيره، لم تقتصر على ما رُوِىَ عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وما رُوِىَ عن أصحابه، بل ضمت إلى ذلك ما نُقِل عن التابعين في التفسير" (٣).

ومن خلال صنيع ابن جرير الطبري وغيره من المفسرين، يتبين أن قول التابعين يعتبر من التفسير بالمأثور لقربهم من الذين شهدوا الوحي وتلقوا عنهم، خلافا لقول ابن تيمية، ومن أهم مؤلفات التفسير بالمأثور:

-جامع البيان في تأويل آي القرآن، للإمام أبو جعفر محمد بن جرير الطبري.

- تفسير القرآن العظيم، للإمام الحافظ ابن كثير البصري (٤).

-الدر المنثور في التفسير بالمأثور للإمام السيوطي.

ومن أبرز جماعة التابعين ممن اشتهروا بمعرفة التفسير فبرعوا ونبغوا فيه:

١ - سعيد بن جبير (ت ٩٥ هـ)

٢ - عكرمة (ت ١٠٧ هـ)

٣ - مجاهد (ت ١٠١ أو ١٠٢ أو ١٠٣ أو ١٠٤ هـ)

٤ - أبو العالية (ت ٩٠ هـ)

٥ - قتادة (ت ١١٠ هـ)

٦ - عامر الشعبي (ت ١٠٥ هـ)

٧ - مسروق (ت ٦٣ هـ)

٨ - الحسن البصري (ت ١١٠ هـ)

٩ - الضحاك بن مزاحم (ت ١٠٥ أو ١٠٦ هـ).

وقد استفادوا من تلك المنهجية العلمية الدقيقة التي بوأتهم مكانة مرموقة، فتصدروا مجالس العلم وبدأ بعضهم بتدوين التفسير فكانوا طليعة الفرسان في هذا الميدان، ففي عصرهم بدأ تدوين التفسير، وأول من قام بذلك سعيد ابن جبير الأسدي (ت ٩٥ هـ) عندما كتب الخليفة


(١) هو محمد عبد العظيم الزرقاني، من علماء الأزهر بمصر، تخرج بكلية أصول الدين، وعمل بها مدرساً لعلوم القرآن والحديث، وتوفي بالقاهرة عام سبع وستين وثلاثمائة وألف للهجرة- الموافق ثمان وأربعين وتسعمائة وألف ميلادية، انظر: الأعلام، خير الدين بن محمود بن محمد بن علي بن فارس، الزركلي الدمشقي ٦/ ٢١٠، دار العلم للملايين، ط/ الخامسة عشر ٢٠٠٢ م.
(٢) مناهل العرفان في علوم القرآن، محمد الزرقاني ٢/ ١٢، دار الفكر- بيروت، ط/الأولى ١٩٩٦ م.
(٣) التفسير والمفسرون، محمد حسين الذهبي ١/ ١٣٩، مكتبة وهبة- مصر، ط/ الأولى ١٤٠٩ هـ.
(٤) هو الإمام الحافظ عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير بن ضوء البصري ثم الدمشقي، فقيه مفسر مؤرخ، ولد سنة سبعمائة للهجرة، وتوفى سنة أربع وسبعين وسبعمائة، انظر: معجم المحدثين للذهبي ص ٤١، والمنهل الصافي والمستوفى بعد الوافي، جمال الدين يوسف بن عبدالله، الملقب ابن تغري بردي ١/ ١٧٧، (بدون).

<<  <  ج: ص:  >  >>