٦ - تذوق أساليب القرآن المتنوعة في خطابه لخصومه والاستفادة منها في الدعوة إلى الله، فمخاطبة الكفار يحتاج إلى الأسلوب الخطابي في العهد المكي عن طريق التركيز على إثبات وجود الله والبعث والعقيدة، ومخاطبة أهل الكتاب والمنافقين يحتاج إلى أسلوب الخطابة في العهد المدني عن طرق مناقشتهم في عقيدتهم المنحرفة وبيان التحريف في كتبهم.
[خامسا: - أسباب النزول]
إن سبب النزول هو ما نزلت الآية أو الآيات متحدثة عنه، أو مبينة لحكمةٍ أيام وقوعه (١)، والمعنى أنه حادثة وقعت في زمن النبي? أو سؤال وجه إليه فنزلت الآية أو الآيات من الله - تعالى - ببيان ما يتصل بتلك الحادثة أو بجواب هذا السؤال.
ومثل ما نزل إرشاداً وهداية وتعليماً للرسول? كما في قوله تعالى {وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (٢٣) إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا (٢٤)} [الكهف: ٢٣ - ٢٤]، والأمثلة كثيرة على ذلك.
وعندما نقول بأن سبب النزول هو ما نزلت الآية أو الآيات متحدثةً عنه أو مبينةً لحكمه أيام وقوعه، فذا يعني أن هناك ارتباطا بين وقوع الحدث والآية التي نزلت مبينة لحكم هذا أو هذه الحال، هذا احترز به عمَّا شاع وذاع عند بعض المفسرين حينما يذكرون مثلاً سورة الفيل نزلت قصة الفيل هل هناك ارتباط بين الحادثة والآيات؟ الجواب: لا، نقول: سبب النزول أن تكون الآية نزلت مبينةً لحكم الحادثة، وهذه الحادثة سبقت بزمنٍ يسير نزول الآيات حينئذٍ لا بد من ارتباطٍ بين الآيات وبين الواقع، فإذا كانت الواقعة قد خلا عليها الدهر كقصة أصحاب الفيل