للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

د- استمالة غير المسلمين إلى الإسلام من هذا الطريق العلمي الذي يخضعون له دون سواه في هذه الأيام" (١)؛ ولكن شريطة أن يكون بدون تعسف للآيات والمعاني.

[٣ - الاتجاه الموضوعي]

إن هذا النوع من التفسير"يتناول موضوعاً واحداً في القرآن، يعمد المفسر فيه إلى ذكر الآيات المتعلقة بهذا الموضوع، ويشرحها ويفصل القول فيها" (٢).

ومثال ذلك أن يعمد المفسر إلى جمع آيات التقوى من جميع سور القرآن ثم يقوم بتفسيرها في منظومة واحدة.

[٤ - الاتجاه الفقهي]

وهو "التفسير الذي يولي موضوع الأحكام الفقهية عناية خاصة" (٣)، ومن الأمثلة على ذلك:

من الحنفية: ألَّف أبو بكر أحمد بن علىّ الرازي المعروف بالجصَّاص والمتوفى سنة سبعين وثلاثمائة من الهجرة كتاباً سماه أحكام القرآن تناول فيه الأحكام الفقهية مرجحاً مذهب الحنفية.

ومن المالكية: ألَّف أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله الملقب بابن العربي المتوفى سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة من الهجرة كتابه أحكام القرآن، معتمداً على المذهب المالكي، وكان متحرراً قد بلغ رتبة الاجتهاد كما في ترجمته.

ومن الشافعية: ألَّف أبو الحسن عماد الدين، علىّ بن محمد بن علىّ الطبرى المعروف بالكيا الهراسي المتوفى سنة أربع وخمسمائة كتابه أحكام القرآن، وهو كسابقه يخرج عن المذهب إذا لاح له الدليل.

وهكذا بقية المذاهب حتى مذاهب الفرق المنحرفة التي تتعسف أحكام القرآن للتدليل على مذاهبها الباطلة، كالشيعة الاثناعشرية، والباطنية، وغيرها، فكل طائفة جعلت لها تفسيراً يتماشى مع مذهبها، وفكرها.

[٥ - الاتجاه البلاغي]

وهو "علم يعرف به أحوال الألفاظ، والجمل القرآنية التي بها يطابق مقتضى الحال، وفقاً للغرض الذي سيق له، مع إبراز سهولة المعنى، ومحاسن الألفاظ؛ ليحترز بالوقوف عليها عن الخطأ في فهم كلام الله، وهو: " القول في القرآن بالاجتهاد المبني على أصول صحيحة، وقواعد سليمة متبعة تعنى بأسرار التراكيب لنظم القرآن بما يبين المعنى بحسب مقتضى الحال، وتظهر من خلاله فصاحة القرآن التي تحدى الله بها العرب" (٤).

ومن أعلام هذا الفن الإمام عبد القاهر الجرجاني (٥)، فقد ألف كتاباً سماه إعجاز القرآن الصغير، وكتاباً آخر سماه إعجاز القرآن الكبير، وغيرها من المؤلفات، والعلامة محمود


(١) مناهل العرفان في علوم القرآن للزرقاني ٢/ ١٠٠.
(٢) لمحات في علوم القرآن واتجاهات التفسير، محمد بن لطف الصباغ ٢/ ١٥، رسالة دكتوراه.
(٣) لمحات في علوم القرآن واتجاهات التفسير، محمد بن لطف الصباغ ٢/ ١٥.
(٤) هذان التعريفان استنبطهما الباحث من خلال تعريف علم البلاغة، ومعنى الفصاحة، ومن خلال علوم البلاغة الثلاثة: علم المعاني، وعلم البيان، وعلم البديع، لأني لم أجد من عرفه على رغم طول فترة البحث، انظر: الإيضاح في علوم البلاغة، أبو عبدالله محمد بن سعدالدين بن عمر القزويني ص ٤٩، تحقيق الخفاجي، دار إحياء العلوم - بيروت، ط/ الرابعة، ١٩٩٨ م.
(٥) هو عبد القاهر بن عبد الرحمن بن محمد الجرجاني، أبو بكر، واضع أصول البلاغة، كان من أئمة اللغة، من أهل جرجان (بين طبرستان وخراسان) له شعر رقيق، من كتبه: أسرار البلاغة، ودلائل الإعجاز، والجمل في النحو، وغيرها، ولد عام أربعمائة للهجرة وتوفى سنة إحدى وسبعين وأربعمائة، انظر: طبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٥/ ١٤٩، وشذرات الذهب ٣/ ٢٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>