للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٥ - كرسي القرآن]

تفرد بهذا الاسم الفيروزآبادي (١)، وعلل في تسميتها بهذا الاسم لاشتمالها على آية الكرسي وهي أعظم آيات القرآن، دون أن يذكر مستنده في ذلك.

نستنتج مما سبق بأن الأسماء التوفيقية للسورة هي (البقرة والزهراء)، أما بقية الأسماء فهي اجتهادية ومستنبطة من الأحاديث التي وردت فيها.

ولسورة البقرة فضائل كثيرة وردت في القرآن والسنة الصحيحة منها:

١ - أن فيها أعظم آية في القرآن وهي آية الكرسي قال تعالي:

{اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} [البقرة: ٢٥٥].

وعن أبي بن كعب (٢) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟ ". قال: قلت الله ورسوله أعلم قال: "يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟ ". قال: قلت {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}، قال فضرب في صدري وقال: " والله ليهنك العلم أبا المنذر" (٣).

[٢ - وهي حافظة وكافية من شياطين الأنس والجن ودليل ذلك]

حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال "وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقص الحديث فقال إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي لن يزال معك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح وقال النبي صلى الله عليه وسلم صدقك وهو كذوب ذاك شيطان (٤).

• وحديث أبي مسعود -رضي الله عنه- قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه" (٥).

٣ - سورة البقرة وآياتها تطرد الشياطين من البيوت عند سماعها لأن وقعها عليهم شديداً ودليل ذلك:

حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ مِنْ الْبَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ" (٦).

٤ - أنها تشفع للعبد يوم لا ينفع مال ولا بنون، إذ ثبت في السنة الصحيحة أنها تشفع للمسلم يوم القيامة لمن قرأها لبركتها ودليل ذلك:

حديث أبي أمامة (٧) تعالى قال: " سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِهِ اقْرَءُوا الزَّهْرَاوَيْنِ الْبَقَرَةَ وَسُورَةَ آلِ عِمْرَانَ فَإِنَّهُمَا تَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا


(١) انظر: البصائر: ١/ ١٣٤.
(٢) أبي بن كعب بن قيس بن عبيد، من بني النجار، من الخزرج، أبو المنذر: صح أبي أنصاري.
كان قبل الإسلام حبرا من أحبار اليهود، مطلعا على الكتب القديمة، يكتب ويقرأ - على قلة العارفين بالكتابة في عصره - ولما أسلم كان من كتاب الوحي. وشهد بدرا واحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يفتي على عهده. وشهد مع عمر بن الخطاب وقعة الجابية، وكتب كتاب الصلح لأهل بيت المقدس. وأمره عثمان بجمع القرآن، فاشترك في جمعه. وله في الصحيحين وغيرهما ١٦٤ حديثا. وكان نحيفا قصيرا أبيض الرأس واللحية. مات بالمدينة - الأعلام للزركلي بتصرف يسير.
(٣) أخرجه مسلم برقم (١٣٤٣) بَاب فَضْلِ سُورَةِ الْكَهْفِ وَآيَةِ الْكُرْسِيِّ، وصححها الألباني في الصحيحة برقم (٣٤١٠).
(٤) أخرجه البخاري برقم/ ١٠٢ - باب إذا وكل رجلا فترك الوكيل شيئا فأجازه الموكل.
(٥) البخاري رقم/٣٧٠٧ - باب شهود الملائكة بدر، ومسلم رقم/ ١٣٤٠ - بَاب فَضْلِ الْفَاتِحَةِ وَخَوَاتِيمِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ.
(٦) مسلم رقم (١٣٠٠) - بَاب اسْتِحْبَابِ صَلَاةِ النَّافِلَةِ فِي بَيْتِهِ وَجَوَازِهَا فِي الْمَسْجِدِ.
(٧) أبو أمامة الباهلي صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم - ونزيل حمص. روى: علما كثيرا. وحدث عن: عمر، ومعاذ، وأبي عبيدة. روى عنه: خالد بن معدان، والقاسم أبو عبد الرحمن، وسالم بن أبي الجعد، وشرحبيل بن مسلم، وسليمان بن حبيب المحاربي، ومحمد بن زياد الألهاني، وسليم بن عامر، وأبو غالب حزور، ورجاء بن حيوة، وآخرون. وروي: أنه بايع تحت الشجرة.-سير أعلام النبلاء للذهبي مختصرا (٣/ ٣٥٩) ..

<<  <  ج: ص:  >  >>