للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما التأويل فملحوظ فيه ترجيح أحد محتملات اللفظ بالدليل، والترجيح يعتمد على الاجتهاد، ويتوصل إليه بمعرفة مفردات الألفاظ ومدلولاتها في لغة العرب واستنباط المعاني من كل ذلك" (١).

والذي يراه الباحث هو ما رجحه الأكثر (٢) أن التفسير مغاير للتأويل، وأن تفسير الدراية "الرأي" هو التأويل؛ وذلك ليحصل التمييز في التفسير بالمأثور، والاجتهاد في التفسير بالرأي، ويكون الاعتماد على التفسير بالمأثور، والنظر في المستنبط، ثم إن التفسير بالمأثور مقدم على التفسير بالرأي عند التعارض، بل يعد التفسير بالرأي في مقابل النص فاسد الاعتبار، ولا مشاحة في الاصطلاح إذا عرف المعنى، ومن أهم كتب التفسير بالرأي:

أ- أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي (٣).

ب- مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي (٤).

ج- لباب التأويل في معاني التنزيل للعلامة علاء الدين البغدادي الملقب بالخازن (٥).

د- البحر المحيط لأبي حيان محمد بن يوسف الأندلسي.

[٣ - التفسير الإشاري]

هو تفسير القرآن بغير ظاهره لإشارة تظهر لأرباب الصفاء، مع عدم إبطال الظاهر، قال الزرقاني: "التفسير الإشاري: هو تأويل القرآن بغيرظاهره لإشارة خفية تظهر لأرباب السلوك والتصوف ويمكن الجمع بينها وبين الظاهرالمراد أيضا" (٦).

وقال الصابوني: "التفسيرالإشاري: هو تأويل القرآن على خلاف ظاهره، لإشارات خفية تظهر لبعض أولي العلم، أوتظهر للعارفين بالله من أرباب السلوك والمجاهدة للنفس، ممن نور الله بصائرهمفأدركوا أسرار القرآن العظيم، أو انقدحت في أذهانهم بعض المعاني الدقيقة، بواسطةالإلهام الإلهي أو الفتح الرباني، مع إمكان الجمع بينهما وبين الظاهر المراد من الآيات الكريمة" (٧) ..


(١) التفسير والمفسرون ١/ ١٦.
(٢) منهم: الحسين بن مسعود البغوي في معالم التنزيل ١/ ٤٦، والزركشي ٢/ ١٤٩، والأصفهاني في مفردات القرآن ٢/ ١٩٢، ومحمد الذهبي في التفسير والمفسرون ١/ ١٦.
(٣) - هو قاضي القضاة أبو الخير عبد الله بن عمر بن محمد بن علي البيضاوي الشافعي، من بلاد فارس صاحب المصنفات وعالم أذربجان، ولي قضاء شيراز، وكان إماماً بارعاً مصنفاً، فريد عصره، ووحيد دهر، أثنى على علمه وفضله غير واحد، من مصنفاته: أنوار التنزيل وأسرار التأويل في التفسير، توفى سنة إحدى وتسعين وستمائة، وقيل: خمس وثمانين، انظر: طبقات المفسرين للسبكي ٨/ ١٥٥، والمنهل الصافي والمستوفى بعد الوافي ٢/ ٨٣.
(٤) - هو أبو البركات عبد الله بن أحمد بن محمود النسفي الحنفي أحد الزهاد والأئمة المعتبرين، وصاحب التصانيف المعتبرة في الفقه، والأصول، وغيرهما، منها: مدارك التنزيل في تفسير القرآن، وكنز الدقائق، توفى سنة إحدى وسبعمائة، انظر: الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة ١/ ١٦٨.
(٥) - هو العلامة علاء الدين أبو الحسن علي بن محمد بن إبراهيم الشيحي البغدادي الشافعي عرف بالخازن، ولد في بغداد سنة ثمان وسبعين وستمائة، سمع من علمائها ثم انتقل إلى دمشق واستقر بها متعلماً ثم معلماً ومات بها سنة إحدى وأربعين وسبعمائة. انظر: الوافي بالوفيات ١/ ٣٤.
(٦) مناهل العرفان للزرقاني ٢/ ٥٦
(٧) التبيان في علوم القرآن للصابوني ص ١٩١

<<  <  ج: ص:  >  >>