للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الحادي عشر: - الأساس]

رُوي عن الشَّعبيِّ أنَّه سمَّاها: الأساس، وأنَّه قال: "سمعتُ ابنَ عبَّاسٍ يقول: أساسُ الكُتُبِ القرآن، وأساسُ القرآن الفاتحة، وأساسُ الفاتحة بسم الله الرحمن الرحيم" (١).

قال الرَّازيُّ: وسُمِّيت أساسًا لوجهين: أحدُهما: أنَّها أوّلُ سورةٍ من القرآن، فهي كالأساس، والثاني: ] أن أشرف العبادات بعد الإيمان هو الصلاة [(٢)، وهذه السورة مشتملة على (٣) ما لا بد منه في الإيمان، والصلاة لا تتم إلا بها (٤).

[الثاني عشر: - الكنز]

واستدل بذلك بما رواه أنس بن مالك-رضي الله عنه- عن النبي-صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله أعطاني فيما منّ به عليّ، أني أعطيتك فاتحة الكتاب، وهي من كنوز عرشي، ثم قسمتها بيني وبين عبدي نصفين" (٥).

وأخرج الواحدي في أسباب النزول عن علي قال: "نزلت فاتحة الكتاب بمكة عن كنز تحت العرش" (٦)، وعنه -رضي الله عنه- أنه سئل عن فاتحة الكتاب، فقال: "حدثنا نبي الله-صلى الله عليه وسلم- أنها أنزلت من كنز تحت العرش" (٧).

وقد ذكرت هذا التسمية في بعض كتب التفاسير وعلوم القرآن (٨).

وقيل سميت بذلك لاشتمالها على المعاني التي في القرآن، وهي بمثابة الجواهر المكنوزة فيه (٩).

وهذه الأحاديث التي وردت في التسمية لم يصرح فيها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بتسميتها بالكنز، إنما ذكر أنها نزلت من كنوز العرش، فهي وصف للسورة وليست اسما لها (١٠).

[الثالثة عشر: - الشكر]

ذكر هذه التسمية بعض المفسرين كالرازي (١١)، وأبي مسعود (١٢)، والألوسي (١٣)، كما ذكرها السيوطي (١٤)، والبقاعي (١٥).


(١) انظر: تفسير القرطبي: ١/ ١١٣، والدر المنثور: ١/ ٣، ونسبه للثعلبي، قال ابن كير: إن في كتب الثعلبي من الغرائب الشيء الكثير". [البداية والنهاية: ١٢/ ٤٠].
(٢) ما بين المعكوفتين بياض بالأصل، واستدرك من التفسير الكبير: ، وقد ذكر الرازي وجها ثالثا أيضا، ولكنه ذكره بعد الوجه الأول، فقال: (الثاني: أنها مشتملة على أشرف المطالب) ثم ذكر هذا الوجه، والله أعلم.
وجاء في هامش الأصل: (الثالث عشر: الكافية، سمّاها به لأنها تكفي عن غيرها، فإن أم القرآن عوض من غيرها، وليس غيرها منها عوضا) ا. هـ ولا أدري هل هذا الهامش من إلحاقات المصنف، أم أنه من الناسخ؟
(٣) في التفسير الكبير: : (على كل).
(٤) التفسير الكبير: (١/ ١٤٧).
(٥) أخرجه البيهقي في الشعب، باب تعظيم القرآن، فصل (في فضائل السور والآيات) حديث رقم (٢٣٦٣): ٢/ ٦٤٨)، وابن الضريس في فضائله، باب (في فضائل فاتحة الكتاب)، حديث رقم (١٤٣): ص ٧٩، وانظر: كنز العمال حديث رقم (٢٥٢١): ص ١/ ٥٦٠.
(٦) أخرجه الثعلبي في تفسيره، مخطوطة-الكشف والبيان-: ١/ ٣٥، والواحدي في أسباب النزول: ١٩.
(٧) أورده السيوطي في الدر: ١/ ١٦، وعزاه إلى إسحاق بن راهويه في مسنده.
(٨) انظر في هذه التسميات في كتب التفاسير وعلوم القرآن كتفسير: الزمخشري: ١/ ٤، والنسفي: ١/ ٣، وابن كثير: ١/ ١٥، والبيضاوي: ١/ ٥، والشوكاني: ١/ ٢٣، والآلوسي: ١/ ٣٨، وذكرها السيوطي في الإتقان: ١/ ١٧٠، والبقاعي في نظم الدرر في تناسب الآيات والسور: ١/ ١٩، والزركشي في البرهان: ١/ ٢٧٠.
(٩) انظر: الإتقان في علوم القرأن: ١/ ١٧٠، وتفسير الألوسي: ١/ ٣٨.
(١٠) انظر: أسماء سور القرآن وفضائلها، د. منيرة محمد ناصر الدوسري، دار ابن الجوزي، رسائل جامعية (٤٧)، ط ١، ١٤٢٦ هـ: ص ١٤١.
(١١) انظر تفسيره: ١/ ٤٧.
(١٢) انظر نفسيره: ١/ ٨١.
(١٣) انظر تفسيره: ١/ ٣٨.
(١٤) انظر الإتقان: ١/ ١٧٠.
(١٥) انظر تفسيره: ١/ ١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>