للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فضائل السورة]

ورد في فضل هذه السورة مجموعة من الأخبار:

أحدها: - ورد في فضلها حديث أسماء بنت يزيد -رضي الله عنها-، قالت: "إني لآخذة بزمام العضباء ناقة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذ نزلت عليه المائدة كلها، وكادت من ثقلها تدق عضد الناقة" (٣).

والثاني: - تعدّ سورة المائدة من طوال سور القرآن، ومن أجلها منزلة وأعلاها مكانة، وكغيرها من السور المدنية تناولت القضايا التشريعية، كما هو شأن سورة البقرة، والنساء، والأنفال، إلى جانب احتضانها موضوع العقيدة، وقصص أهل الكتاب.

والثالث: - أنها آخر سورة نزلت من القرآن الكريم.

قال الرازي: "أكثر الأمة على أن سورة المائدة من آخر ما نزل من القرآن، وليس فيها منسوخ" (١).

قال أبو ميسرة: "المائدة من آخر ما نزل من القرآن، ليس فيها منسوخ وفيها ثمان عشرة فريضة" (٢).

وكذلك يقول ابن تيمية: " سورة المائدة أجمع سورة في القرآن لفروع الشرائع من التحليل والتحريم والأمر والنهي؛ ولهذا روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «هِيَ آخِرُ الْقُرْآنِ نُزُولًا فَأَحِلُّوا حَلَالَهَا وَحَرِّمُوا حَرَامَهَا"، وهذا افتتحت بقوله: {أَوْفُوا بِالْعُقُودِ}، والعقود هي العهود وذكر فيها من التحليل والتحريم والإيجاب ما لم يذكر في غيرها" (٣).

هذا ما تيسر من التمهيد للسورة، وسوف نبدأ في تفسير آياتها بالتفصيل والتحليل، والله نسأل أن يوفقنا جميعا لما يحبه ويرضاه وأن يجنبنا فتنة القول والعمل. وأن يجعل أعمالنا وأقوالنا ونوايانا خالصة لوجهه الكريم.


(١) مفاتيح الغيب: ١٢/ ٤٥٢.
(٢) الجامع أحكام القرآن: ٦/ ٣٠.
(٣) مجموع الفتاوى: ١٤/ ٤٤٨

<<  <  ج: ص:  >  >>