للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القرآن

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ (١)} [المائدة: ١]

التفسير:

يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه، أتِمُّوا عهود الله الموثقة، من الإيمان بشرائع الدين، والانقياد لها، وأَدُّوا العهود لبعضكم على بعض من الأمانات، والبيوع وغيرها، مما لم يخالف كتاب الله، وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم. وقد أحَلَّ الله لكم البهيمة من الأنعام، وهي الإبلُ والبقر والغنم، إلا ما بيَّنه لكم من تحريم الميتة والدم وغير ذلك، ومن تحريم الصيد وأنتم محرمون. إن الله يحكم ما يشاء وَفْق حكمته وعدله.

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} [المائدة: ١]، أي: " يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه" (١).

قال الطبري: أي: " يا أيها الذين أقرّوا بوحدانية الله، وأذعنوا له بالعبودية، وسلموا له الألوهة وصدَّقوا رسوله محمدًا صلى الله عليه وسلم في نبوته وفيما جاءهم به من عند ربهم من شرائع دينه" (٢).

قال ابن عباس: " ما أنزل الله آية في القرآن، يقول فيها: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا}، إلا كان على شريفها وأميرها" (٣).

قال الزجاج: " أي: يا أيها الذين صدقوا النبي - صلى الله عليه وسلم - " (٤).

قال سعيد بن جبير: "قوله: {آمنوا بالله}، يعني: بتوحيد الله" (٥).

قال ابن عثيمين: "إن تصدير الحكم بالنداء دليل على الاهتمام به؛ لأن النداء يوجب انتباه المنادَى؛ ثم النداء بوصف الإيمان دليل على أن تنفيذ هذا الحكم من مقتضيات الإيمان؛ وعلى أن فواته نقص في الإيمان" (٦).


(١) التفسير الميسر: ١٠٦.
(٢) جامع البيان: ٩/ ٤٤٧.
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم (١٠٣٥): ص ١/ ١٩٦.
(٤) معاني القرآن: ٢/ ١٣٩.
(٥) أخرجه ابن ابي حاتم (٦١٠٤): ص ٤/ ١٠٩٠.
(٦) انظر: تفسير ابن عثيمين: ١/ ٣٣٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>