للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بسم الله الرحمن الرحيم

[تفسير سورة المائدة]

سورة المائدة هي السورة الخامسة من سور القرآن الكريم في ترتيب المصحف، فقد سبقتها سور: الفاتحة، والبقرة، وآل عمران، والنساء.

وعدد آياتها عشرون ومائة آية عند الكوفيين، ويرى الحجازيون والشاميون أن عدد آياتها اثنتان وعشرون ومائة آية، ويرى البصريون أن عدد آياتها ثلاث وعشرون ومائة آية (١).

اختلافها ثلاث آيات:

- {بِالْعُقُودِ} [المائدة: ١]، {وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [المائدة: ١٥]ـ تركهما كوفي.

- {فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ} [المائدة: ٢٣]، عدها بصري.

[أسماء السورة]

ولهذه السورة الكريمة أسماء أشهرها:

[١ - المائدة]

وهو الاسم التوقيفي لهذه السوورة، وسميت بهذا الاسم، لأنها انفردت بذكر قصة المائدة التي طلب الحواريون من عيسى- عليه السلام- نزولها من السماء، وقد حكى الله- تعالى- ذلك في آخر السورة في قوله- تعالى-: {إِذْ قالَ الْحَوارِيُّونَ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنا مائِدَةً مِنَ السَّماءِ} [الآيات من ١١٢: ١١٥].

قال المهايميّ: "سميت بها، لأن قصتها أعجب ما ذكر فيها، لاشتمالها على آيات كثيرة ولطف عظيم على من آمن، وعنف شديد على من كفر" (٢).

وقد سميت هذه السورة «سورة المائدة» في كتب التفسير، وكتب الستة، وهي أشهر أسمائها، ووقعت تسميتها في كلام الصحابة كعبدالله بن عمر، وعائشة أم المؤمنين، وابن عباس، وأسماء بنت يزيد، وغيرهم، كما ورد في كتب السنة، منها:

أما رواه بن نفير، قال: "حججت فدخلت على عائشة، فقالت لي: يا جبير تقرأ المائدة؟ فقلت: نعم، قالت: أما إنها آخر سورة نزلت، فما وجدتم فيها من حلال فاستحلوه، وما وجدتم فيها من حرام فحرموه" (٣).

ب وقد جاء عن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها، قالت: "إني لآخذة بزمام العضباء ناقة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذ نزلت عليه المائدة كلها، وكادت من ثقلها تدق عضد الناقة" (٤).

ت كما جاء من حديث عبد الله بن عمرو، قال: "أنزلت على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ


(١) انظر: إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر للدمياطي ص: ٣٥١.
(٢) تفسير المهايمي: ١/ ١٧٧.
(٣) مستدرك الحاكم وصححه، ووافقه الذهبي، ٢/ ٣١١، قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي.
ورواه الإمام أحمد، ٦/ ٥٤، برقم ٢٦٠٦٣، وزاد: "وسألتها عن خلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقالت: القرآن".
(٤) أخرجه الإمام أحمد في مسنده (٢٧٦١٦)، وقال عنه الأرنؤوط: "حسن لغيره وهذا إسناد ضعيف لضعف ليث بن أبي سليم وشهر بن حوشب"، وكذلك أخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد (٧|١٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>