للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في سبب نزول الآية ثلاثة وجوه:

أحدها: أخرج ابن أبي حاتم بسنده عن سعيد بن جبير: " أن رجلا من غطفان كان معه مال كثير لابن أخ له يتيم، فلما بلغ اليتيم، طلب ماله، فمنعه عمه، فخاصمه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ونزلت: {وآتوا اليتامى أموالهم}، يعني: الأوصياء يقول: أعطوا اليتامى أموالهم" (١). قال ابن أبي حاتم: " وروي عن مقاتل بن حيان قال: الأولياء والأوصياء" (٢).

وفي السياق نفسه قال مقاتل (٣)، والكلبي (٤): " نزلت في رجل من غطفان، يقال له المنذر بن رفاعة، كان معه مال كبير ليتيم وهو ابن أخيه، فلما بلغ طلب ماله، فمنعه فخاصمه إلى النبي- صلى الله عليه وسلم- فأمر، أن يرد عليه ماله، وقرأ عليه الآية. فلما سمعها قال: أطعنا الله وأطعنا الرسول، ونعوذ بالله من الحوب الكبير. فدفع إليه ماله فقال النبي- صلى الله عليه وسلم-: «هكذا من يطع ربه- عز وجل- ويوق شح نفسه فإنه يحل داره» يعني جنته. فلما قبض الفتن ماله أنفقه فى سبيل الله، قال النبي- صلى الله عليه وسلم-: «ثبت الأجر وبقي الوزر».

فقالوا للنبي- صلى الله عليه وسلم-: «قد عرفنا ثبت الأجر فكيف بقي الوزر، وهو ينفق في سبيل الله؟ فقال: الأجر للغلام والوزر على والده» " (٥).

والثاني: أخرج الطبري عن ابن زيد: " كان أهل الجاهلية لا يورِّثون النساءَ ولا يورِّثون الصغار، يأخذه الأكبر وقرأ: {وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ}، قال: إذا لم يكن لهم شيء: {وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدَانِ} [سورة النساء: ١٢٧]، لا يورثونهم، قال: فنصيبه من الميراث طيِّب، وهذا الذي أخذه خبيث" (٦).


(١) تفسير ابن أبي حاتم (٤٧٢٨): ص ٣/ ٨٥٤.
(٢) انظر: تفسير ابن أبي حاتم (٤٧٢٨): ص ٣/ ٨٥٤.
(٣) انظر: تفسير مقاتل بن سليمان: ١/ ٣٥٦.
(٤) نقله عنه الواحدي في أسباب النزول: ١٤٢.
(٥) تفسير مقاتل بن سليمان: ١/ ٣٥٦.
(٦) تفسير الطبري (٨٤٤٥): ص ٧/ ٥٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>