للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الراغب: " ونبه بقوله: {ومن يطع الله ورسوله} على وجوب مراعاة ما بينه تعالى في الكتاب من أحكام المواريث، وما بينه - صلى الله عليه وسلم - من نحو قوله: «لا وصية لوارث» (١)، وقوله: «لك الثلث والثلث. . .» (٢) " (٣).

قوله تعالى: {يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} [النساء: ١٣]، أي: " يدخله جنات النعيم التي تجري من تحت أشجارها وأبنيتها الأنهار" (٤).

قال أبو مالك: " يعني: المساكن تجري أسفلها أنهارها" (٥).

قال سعيد بن جبير: " يعني: تحتها الأنهار: تحت الشجر البساتين" (٦).

قال عبدالله: " أنهار الجنة تفجر من جبل من مسك" (٧).

قال السعدي: " من أدى الأوامر واجتنب النواهي فلا بد له من دخول الجنة والنجاة من النار" (٨).

قوله تعالى: {خَالِدِينَ فِيهَا} [النساء: ١٣]، " أي: وهم ماكثين فيها أبداً" (٩).

قال سعيد بن جبير: " يعني: لا يموتون" (١٠).

قال مقاتل: " لا يموتون" (١١).

قرأ نافع وابن عامر: {ندخله جنات}، وقرأ ابن كثير وعاصم وأبو عمرو وحمزة والكسائي: {يدخله جنات}، بالياء (١٢).

قوله تعالى: {وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [النساء: ١٣]، أي: " وذلك الثواب هو الفلاح العظيم" (١٣).

قال سعيد بن جبير: " يعني: ذلك الثواب الفوز العظيم" (١٤).

قال السمعاني: " ذكر ثواب من أطاعه، ولم يجاوز حدوده" (١٥).

قال الراغب: " ووصف الفوز بالعظيم اعتبارا بفوز الدنيا" (١٦).

قال السعدي: " الذي حصل به النجاة من سخطه وعذابه، والفوز بثوابه ورضوانه بالنعيم المقيم الذي لا يصفه الواصفون" (١٧).

عن شهربن حوشب أبي هريرة، قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الرجل ليعمل بعمل أهل الخير سبعين سنة، فإذا أوصى حاف في وصيته فيختم له بشر عمله فيدخل النار، وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الشر سبعين سنة، فيعدل في وصيته فيختم له بخير عمله فيدخل الجنة». قال: ثم يقول أبو هريرة: واقرؤوا إن شئتم: {تلك حدود الله} إلى قوله: {فله عذاب مهين} " (١٨).

الفوائد:

١ - بيان حرمة تعدي حدود الله تعالى.


(١) أخرجه ابن ماجة (٢٧١٤).
(٢) في الصحيحين: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما دخل على سَعْد بن أبي وقاص يعوده قال: يا رسول الله، إني ذو مال ولا يرثني إلا ابنة، أفأتصدق بثلثي مالي؟ قال: "لا". قال: فالشَّطْر؟ قال: "لا". قال: فالثلث؟ قال: "الثلث، والثلث كثير". ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنك إن تَذر وَرَثَتَك أغنياء خَيْر من أن تَذَرَهم عَالةً يتكَفَّفُون الناس". [صحيح البخاري برقم (٢٧٤٢) وصحيح مسلم برقم (١٦٢٨)].
(٣) تفسير الرابغ الأصفهاني: ٣/ ١١٣٧.
(٤) صفوة التفاسير: ١/ ٢٤١.
(٥) أخرجه ابن أبي حاتم (٤٩٥٧): ص ٣/ ٨٩١.
(٦) أخرجه ابن أبي حاتم (٤٩٥٨): ص ٣/ ٨٩١.
(٧) أخرجه ابن أبي حاتم (٤٩٥٦): ص ٣/ ٨٩١.
(٨) تفسير السعدي: ١٧٠.
(٩) صفوة التفاسير: ١/ ٢٤١.
(١٠) أخرجه ابن أبي حاتم (٤٩٥٩): ص ٣/ ٨٩١.
(١١) تفسير مقاتل بن سليمان: ١/ ٣٦٢.
(١٢) انظر: السبعة في القراءات: ٢٢٨، وتفسير البغوي: ٢/ ١٨١.
(١٣) التفسسير الميسر: ٧٩.
(١٤) أخرجه ابن أبي حاتم (٤٩٦٠): ص ٣/ ٨٩١.
(١٥) تفسير السمعاني: ١/ ٤٠٥.
(١٦) تفسير الرابغ الأصفهاني: ٣/ ١١٣٨.
(١٧) تفسير السعدي: ١٧٠.
(١٨) أخرجه عبدالرزاق (١٦٤٥٥)، وأحمد (٧٧٢٨): ص ٢/ ٢٧٨، وأبو داد (٢٨٦٧)، وابن ماجة (٢٧٠٤)، والترمذي (٢١١٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>