للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال السمرقندي: قيل: "لما نزلت هذه الآية قلن نساء أهل الكتاب: لولا إن الله تعالى قد رضي بديننا لم يبح للمسلمين نكاحنا، فنزل: {وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ} " (١).

والثالث: لما "نزل قوله {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ} [المائدة: ٣]، ثم رخص من حالة الاضطرار، فقال بعضهم: لا نأخذ الرخصة من الاضطرار فنزل: {وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ} " (٢).

قوله تعالى: {الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ} [المائدة: ٥]، أي: " ومن تمام نعمة الله عليكم اليوم -أيها المؤمنون- أن أبيح لكم المستلذات من الذبائح وغيرها" (٣).

قال مقاتل: "أى: الذبائح من الصيد" (٤).

قال التستري: " الطيبات: الحلال من الرزق" (٥).

قوله تعالى: {وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ} [المائدة: ٥]، أي: "، وذبائحُ اليهود والنصارى -إن ذكَّوها حَسَبَ شرعهم- حلال لكم" (٦).

قال الماوردي: " يعني: ذبائحهم" (٧).

قوله تعالى: {وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ} [المائدة: ٥]، أي: " وذبائحكم حلالٌ لهم فلا حرج أن تُطعموهم وتبيعوه لهم" (٨).

قال الماوردي: " يعني: ذبائحنا" (٩).

قوله تعالى: {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ} [المائدة: ٥]، أي: " وأُبيح لكم أيها المؤمنون زواج الحرائر العفيفات من المؤمنات" (١٠).

قال الطبري: أي: " أحل لكم، أيها المؤمنون، المحصنات من المؤمنات وهن الحرائر منهن أن تنكحوهن" (١١).

قوله تعالى: {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ} [المائدة: ٥]، أي: " أي وزواج الحرائر من من اليهود والنصارى" (١٢).

قال مقاتل: " يعني: وأحل تزويج العفائف من حرائر نساء اليهود والنصارى، نكاحهن حلال للمسلمين (١٣).

وفي قوله تعالى: {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ} [المائدة: ٥]، ثلاثة أقوال (١٤):

أحدها: المعاهدات دون الحربيات، وهذا قول ابن عباس (١٥).

والثاني: عنى بذلك نكاحَ بني إسرائيل الكتابياتِ منهن خاصة، دون سائر أجناس الأمم الذين دانوا باليهودية والنصرانية. وذلك قول الشافعي ومن قال بقوله (١٦).


(١) بحر العلوم للسمرقندي: ١/ ٣٧١.
(٢) بحر العلوم للسمرقندي: ١/ ٣٧١.
(٣) صفوة التفاسير: ٣٠٣، والتفسير الميسر: ١٠٧
(٤) تفسير مقاتل بن سليمان: ١/ ٤٥٤.
(٥) تفسير التستري: ٥٨.
(٦) التفسير الميسر: ١٠٧.
(٧) النكت والعيون: ٢/ ١٧.
(٨) صفوة التفاسير: ٣٠٣.
(٩) النكت والعيون: ٢/ ١٧.
(١٠) صفوة التفاسير: ٣٠٣.
(١١) تفسير الطبري: ٩/ ٥٨١.
(١٢) صفوة التفاسير: ٣٠٣، والتفسير الميسر: ١٠٧
(١٣) تفسير مقاتل بن سليمان: ١/ ٤٥٥.
(١٤).
(١٥) انظر: تفسير الطبري (١١٢٨٥): ص ٩/ ٥٨٨.
(١٦) انظر الأم: ٥/ ٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>