للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ابن عطية: " لفظ [الآية] عام في جميع الأمور يتصور في المكاسب وعدد الناس والمعارف من العلوم ونحوها، ف الخبيث من هذا كله لا يفلح ولا ينجب ولا تحسن له عاقبة، والطيب ولو قل نافع جميل العاقبة وينظر إلى هذه الآية قوله تعالى: {والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا} [الأعراف: ٥٨] والخبث هو الفساد الباطن في الأشياء حتى يظن بها الصلاح والطيب وهي بخلاف ذلك، وهكذا هو الخبث في الإنسان، وقد يراد بلفظة خبيث في الإنسان فساد نسبه، فهذا لفظ يلزم قائله على هذا القصد الحد" (١).

قوله تعالى: {وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ} [المائدة: ١٠٠]، أي: " ولو أعجبك -أيها الإنسان- كثرة الخبيث وعدد أهله" (٢).

قال الطبري: " ولو كثر أهل المعاصى فعجبت من كثرتهم، لأن أهل طاعة الله هم المفلحون الفائزون بثواب الله يوم القيامة وإن قلُّوا، دون أهل معصيته وإن أهل معاصيه هم الأخسرون الخائبون وإن كثروا، يقول تعالى ذكره لنبيه صلى الله عليه وسلم: فلا تعجبنَّ من كثرة من يعصى الله فيُمْهِله ولا يعاجله بالعقوبة، فإن العقبَى الصالحة لأهل طاعة الله عنده دونهم" (٣).

قال السمرقندي: " يعني: كثره مال شريح بن ضبيعة" (٤).

قال ابن أبي زمنين: يعني: "كثرة الحرام" (٥).

قال ابن كثير: " يعني: أن القليل الحلال النافع خير من الكثير الحرام الضار، كما جاء في الحديث: «ما قَلَّ وكَفَى، خَيْرٌ مما كَثُر وألْهَى» (٦)


(١) المحرر الوجيز: ٣/ ٢٤٤ - ٢٤٥.
(٢) التفسير الميسر: ١٢٤.
(٣) تفسير الطبري: ١١/ ٩٦.
(٤) بحر العلوم: ١/ ٤٢١.
(٥) تفسير ابن أبي زمنين: ٢/ ٤٩.
(٦) أخرجه أحمد (٢١٧٢١): ص ٣٦/ ٥٢ - ٥٣، وأخرجه مختصرا أبو نعيم في "الحلية" ٩/ ٦٠، من طريق خليد العصري، وهو ابن عبد الله، وإسناده حسن.

وأخرجه الطيالسي (٩٧٩)، وعبد بن حميد (٢٠٧)، والطبري في مسند ابن عباس من "تهذيب الآثار" ١/ ٢٦٦ و ٢٦٧ و ٢٦٩، وابن حبان (٦٨٦) و (٣٣٢٩)، والطبراني في "الأوسط" (٢٩١٢)، وابن السني في "القناعة" (٢٢) و (٢٣) و (٢٤)، والحاكم ٢/ ٤٤٤ - ٤٤٥، وأبو نعيم في "الحلية" ١/ ٢٢٦، والقضاعي في "مسند الشهاب" (٨١٠)، والبيهقي في "الشعب" (٣٤١٢)، والبغوي في
"شرح السنة" (٤٠٤٥) من طرق عن قتادة.
وأخرجه أبو الشيخ في "الأمثال" (١٨٨) من طريق أحمد بن عبيد. وهو ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>