للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فاعرِفْ هذا، واعلم أنَّ ما أُسمِّيه هاهنا إنما هو باعتبارِ ما يَشتغلُ به الناسُ في الديار اليمنية؛ فمن كان في غيرها فلْيأخذ عن شيوخها في كلِّ فنٍّ مقدارًا يوافق ما أذكره هنا.

واعلمْ أنه لا يستغني طالبُ العلمِ المتصوَّرُ (١) المتبحِّرُ في علم الشريعة، العازمُ على أن يكون من أهل الطبقة الأولى: عن (٢) إتقانِ ما اشتمل عليه شرح الرضي على «الكافية» من المباحث اللطيفة، والفوائدِ الشريفة، وكذلك ما في «مغنى اللبيب» من المسائل الغريبة، ويكون اشتغالُه بسماع شروحِ المختصرات، بعد أن تكونَ هذه المختصَراتُ محفوظةً له حفظًا يُمليهِ عن ظهر قلبه، ويُبديهِ من طرَف لسانه. وأقلُّ الأحوالِ أن يحفظَ مختصرًا منها هو أكثرُها مسائل، وأنفعُها فوائد.

ولا يفوتُه النظر في مثل «الألفية» لابن مالك وشروحها، و «التسهيل» وشرحه، و «المفصَّل» للزمخشري، و «الكتاب» لسيبويه؛ فإنه يجدُ في هذه الكتب من لطائف المسائل النحوية، ودقائقِ المباحث العربية، ما لم يكن قد وَجَده في تلك.

وينبغي للطالب المذكور: أن يطَّلعَ على مختصراتِ «المنطق»، ويأخذَه عن شيوخه، ويَفهمَ معانيه، بعد أن يفهم «النحو»، ليفهم ما يبتدئُ به من كُتبه


(١) المتصوَّر: المقصود بالكلام، وهو الذي يريد أن يكون عالمًا يَنتفع الناس بعلِمه.
(٢) هذا خبر قوله: «لا يستغني … ».

<<  <   >  >>