للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أيضًا مَنْ أراد أن يكون منشئًا، مع احتياجه إلى الاطِّلاع على «المَثَل السائر» لابن الأثير، و «الكامل» للمبرِّد، و «الأمالي» للقالي، ومجاميع خطب البلغاء ورسائلهم، خصوصًا مثلما هو مُدوَّنٌ من بلاغات الجاحظ، والفاضل، والعماد؛ وأمثالهم؛ فإنه ينتفع بذلك أتم انتفاع.

[من أراد الحساب]:

ومن أراد أن يكون حاسبًا، اشتَغل بعلم الحساب، ومؤلَّفاتُه معروفة.

[مَنْ أراد الفلسفة]:

وهكذا من أراد أن يطَّلع على علم الفلسفة؛ فإنه يحتاج إلى معرفةِ العلم الرياضي؛ وهو علمٌ يُعرف به أحوالُ الكمِّ المتَّصل والمنفصل، والعلمِ الطبيعي؛ وهو العلمُ الباحث عن أحوال عالَمِ الكونِ والفساد، والعلمِ الإلهي؛ وهو العلمُ الباحث عن أحوال الموجود بما هو موجود، مع ما يتعلق بذلك من أحوال المبدإ والمعاد؛ وهكذا علم الهندسة، وهو العلم الباحثُ عن مقادير الأشياء كَمًّا وكيفًا، ومبادئ الأشكال.

فمن جَمَع هذه العلومَ الأربعة أعنى الرياضي، والطبيعي، والإلهي، والهندسي، صار فليسوفًا (١).

والعلم بالعلوم الفلسفية لا ينافي علم الشرع؛ بل يزيدُ المتشرِّعَ الذي قد رَسَخت قدمُه في علم الشرع غِبطةً بالشرع ومحبةً له؛ لأنه يعلمُ أنه لا سبيلَ للوقوف على ما حاول الفلاسفةُ الوقوفَ عليه إلَّا من جهة الشرع (٢)، وأن كلَّ


(١) وقد ذكر أبو حامد الغزَّالي تلك التقسيمات الأربعةَ للفلسفة في «إحياء علوم الدين» (١/ ٨٤ ط: دار المنهاج).
(٢) قال العلَّامة أبو إسحاق الشاطبي عن هذا المعنى في كلامٍ طويل متين: «قد =

<<  <   >  >>