للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التشيُّع، وأُهينوا بما اختاروه لأنفسهم من محبةِ أهل البيت .

وقد علم اللَّهُ وكلُّ مَنْ له فَهمٌ أنهم ليسوا من ذلك في قَبيل و لا دَبير (١)؛ بل ليس عندهم إلا التهاونُ بالشريعة الإسلامية، والتلاعبُ بالدين، والطعنُ على الأنبياء صلوات اللَّه عليهم وسلامه؛ فضلًا عن غيرهم من المتمسكين بالشرع.

وكلُّ عارفٍ إذا سَمِع كلامَهم، وتدبَّر أبحاثَهم، يتضوَّعُ له (٢) منها روائحُ الزندقة؛ بل قد يقفُ على ما هو صريحُ الكفر الذي لا يَبقى معه رَيب.

ولقد كان القضاةُ من أهلِ المذاهب في البلاد الشامية والمصرية والرومية (٣) والمغربية وغيرها، يَحكُمون بإراقةِ دم من ظهر منه دون ما يظهرُ من هؤلاء حسْبما تحكيه كتبُ التاريخ، وقد أصابوا أصاب اللَّه بهم، فإعزازُ دين اللَّه هو في الانتقام مِنْ أعدائه المتنقِّصين به.

[ما قد يتعرَّضُ له العالِمُ إذا بيَّن حُكمَ الْمفسدين]:

وما يصنعُ العالِمُ في مثل أرضِنا هذه في مِثل هؤلاء المخذولين! فإنه إن قام عليهم، وأفتى بما يستحقونه ويُوجبُه عليهم الشرعُ، حال بينه وبينهم حوائلُ:

منها: عدمُ اعتياد مثلِ هذه البلاد لمثل سفكِ دماء المتزندِقين.

ومنها: عدمُ نفوذِ أفهام المُنفِّذين لأحكام الشرع حتى يعرِفوا الدقائقَ الكفريةَ الموجبةَ للخروج من الإسلام، القاضيةَ بسفك دمِ مَنْ صدرت عنه.


(١) أي: لا ناقةَ لهم فيه ولا جَمَل!.
(٢) يتضوَّع له: يفوح له.
(٣) أي: التركية «العثمانية». من بعض المطبوعات.

<<  <   >  >>