للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[علم أصول الفقه]:

ثم يشتغلُ بفنِّ أصول الفقه، بعد أن يحفظ مختصرًا من مختصراته المشتملةِ على مهمَّاتِ مسائله، ك «مختصر المنتهى»، أو «جمع الجوامع»، أو «الغاية»، ثم يشتغلُ بسَماع شروحِ هذه المختصرات، ك «شرح العضد على المختصر»، و «شرح المحلِّي على جَمْع الجوامع»، و «شرح ابن الإمام على الغاية»، وينبغي له أن يطوِّل الباع في هذا الفن، ويطِّلعَ على مؤلَّفات أهل المذاهب المختلفة؛ ك «التنقيح» و «التوضيح» و «التلويح» و «المنار»، و «تحرير ابن الهمام»، وليس في هذه المؤلفات مثل «التحرير» المذكور وشرحه.

ومن أنفع ما يُستعان به على بلوغ درجة التحقيق في هذا الفنِّ: الإكباب على الحواشي التي ألَّفها المحقِّقون على «الشرح العضدي» وعلى «شرح الجمع».

[أصولُ الدين]:

ثم ينبغي له بعد إتقان فن «أصول الفقه» وإن لم يكن قد فرغ من سماع مطوَّلاته، أن يشتغلَ بفن الكلام المسمى ب «أصول الدين» (١)، ويأخذ من مؤلفاتِ الأشعرية بنصيب، ومن مؤلَّفات المعتزلة بنصيب، ومن مؤلفات الماتُريدية بنصيب، ومن مؤلفات المتوسِّطين بين هذه الفرق كالزيدية بنصيب (٢)؛ فإنه إذا فعل كلَّ هذا عَرف الاعتقاداتِ كما ينبغي، وأنصفَ كلَّ


(١) راجع التعليق ص (٨٦).
(٢) هذا كلُّه بعد أن يرسَخَ في عقيدةِ أهل السُّنةِ والجماعة العقيدة السلفية، ولا يشتغل بدراسةِ تلك المعتقدات أيضًا إذا لم تكن هناك حاجةٌ إليها؛ كما لا يحلُّ هذا للطالب المبتدئ الذي قد تلتبسُ عليه الأمور، ولا يَعلمُ الحقَّ من الباطل؛ خاصةً وأن كلام المبتدعة ليس باطلًا محضًا؛ بل هو باطلٌ كثير ممزوج بحقٍّ قليل؛ والمؤلف إنما يتكلم عن العالِم الذي يريد الوصول للمرتبة الأولى من مراتب العلم؛ فانتبهْ.

<<  <   >  >>