للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن أنفع الكتب في هذا الفن «الموجز» (١) وشروحه.

وبالجملة: فمَن كان قاصدًا إلى علمٍ من العلوم، كان عليه أن يتوصَّل إليه بالمؤلَّفات المشهورة بنفعِ مَنْ اشتغل بها، المحرَّرةِ أحسنَ تحرير، المهذَّبةِ أبلغ تهذيب، وقد قدَّمْنا في كل فنٍّ ما فيه إرشادٌ إلى أحسن المؤلفات فيه.

[طلبُ الاطِّلاع على الْمَذاهب الْمَشهورة]:

وكثيرًا ما يَقصِدُ الطالبُ الذي لم يتدرَّب بأخلاق المُنصفين، ويتهذَّب بإرشادِ المحققين الاطلاعَ على مذهبٍ من المذاهب المشهورة، ولم تكن له في غيره رغبةٌ، ولا عنده لما سواه نشاطٌ، فأقربُ الطرُقِ إلى إدراك مقصدهِ ونَيلِ مأربه: أن يبتدئَ بحفظِ مختصَرٍ من مختصرات أهل ذلك المذهب؛ «كالكنز» (٢) في مذهب الحنفية، و «المنهاج» (٣) في مذهب الشافعية؛ فإذا صار ذلك المختصر محفوظًا له، متقَنًا على وجهٍ يَستغني به عن حَمْل الكتاب، شرع في تفهُّم معانيه، وتدبُّرِ مسائلهِ على شيخٍ من شيوخ ذلك الفن، حتى يكون جامعًا بين حفظِ ذلك المختصر وفَهمِ معانيه، مع كونه مكرِّرًا لدرسه، متدبِّرًا لمعانيهِ الوقتَ بعدَ الوقت، حتى يرسَخَ حفظُه رسوخًا يأمنُ معه من التفلُّت.

ثم يشتغلُ بدرسِ شرحٍ مختصرٍ من شروحِه على شيخٍ من الشيوخ، ثم يترقَّى إلى ما هو أكثرُ منه فوائد، وأكملُ مسائل.


(١) وهو كتاب «الموجز في الطب» مختصر «القانون» لابن سينا، وهو من تأليف ابن النفيس. من بعض المطبوعات.
(٢) وهو «كنز الدقائق» للإمام النسَفي.
(٣) وهو «منهاج الطالبين»، للإمام النووي.

<<  <   >  >>