للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من الفوائد الصرفية ما لا يوجد في غيره.

[علوم البلاغة]:

ثم ينبغي له بعد ثبوت المَلكةُ له نحوًا وصرفًا وإن لم يكن قد فرغ من سماع كتب الفَنَّينِ أن يشرعَ في علم المعاني والبيان (١)، فيبتدئ بحفظ مختصرٍ من مختصراتِ الفن، يشتملُ على مهمَّاتِ مسائله، ك «التلخيص» و «شرح السعد» المختصر وما عليه من الحواشي، وشرحه المطوَّل وحواشيه، فإنه إذا حَفِظ هذا المختصر، وحقق الشرحَين المذكورين وحواشِيَهما، بلغ إلى مكانٍ من الفن مَكين، فقد أحاطت هذه الجملةُ بما في مؤلفات المتقدِّمين من شُراح «المفتاح» ونحوه.

وإذا ظَفِر بشيءٍ من مؤلفات عبد القاهر الجُرجانى والسَّكَّاكي في هذا الفن، فلْيُمْعِنِ (٢) النظرَ فيه؛ فإنه يقفُ في تلك المؤلفات على فوائد.

[علم الوَضْع والْمُناظرة]:

وينبغي له حالَ الاشتغال بِهذا الفن، أن يشتغلَ بفنونٍ مختصَرةٍ قريبةِ المأخذ، قليلةِ المباحث، كفنِّ الوضع، وفنِّ المناظرة، ويكفيه في الأول رسالة «الوضع» وشرحٍ من شروحها، وفي الثاني «آداب البحث العضدية» وشرحٍ من شروحها.

وقد تشعَّبت مسائلُ علم المناظرة في الأزمنةِ الأخيرة، فوَصَل رجلٌ من الأكراد من طلبة العلم ومعه رسالةٌ وشرحها، يَذكر أنها لبعض علماء الهند،


(١) وهما من علوم البلاغة.
(٢) يُمعِن: يُدقِّق ويعمِّق.

<<  <   >  >>