وأما أهل الطبقة الثالثة؛ وهم الذين يَرغَبون إلى إصلاح ألسنتهم، وتقويم أفهامهم بما يقتدرون به على فَهم معاني ما يحتاجون إليه من الشرع، وعدم تحريفه، وتصحيفه، وتغييرِ إعرابه، من دون قصدٍ منهم إلى الاستقلال؛ بل يَعزِمون على التعويل على السؤال عند عروض التعارُض والاحتياج إلى الترجيح.
• [علم النحو]:
فينبغي تعلُّمُ شيءٍ من علم الإعراب؛ حتى يَعرفَ به إعراب أواخر الكلم، ويكفيه في مثل ذلك حفظ «منظومة الحريرى» المسمَّاة «المُلْحة»، وقراءةُ شروحها على أهل الفن، وتدرُّبه في إعراب ما يطلعُ عليه من الكلام المنظوم والمنثور، ويُحفي (١) السؤالَ عن إعراب ما أُشكل عليه؛ حتى تثبُتَ له بمجموع ذلك مَلَكةٌ يَعرفُ بها أحوالَ أواخِرِ الكلم إعرابًا وبناءً، وإن لم يعلم بوجوه العِلل النحوية، ولا عَرَف الحُجج العربية.
• [علم مصطلح الحديث]:
ثم يتعلمُ اصطلاحَ علم الحديث، ويكفيه في مثل ذلك مثل «النُّخبة» وشرحها.
• [كتب الحديث]:
ثم بعد هذا يُكِبُّ على سماع المختصرات في الحديث؛ مثل: «بلوغ