للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فأنت أيها الحاملُ للعلم لا تزالُ بخيرٍ ما دمتَ قائمًا بالحُجة، مرشدًا إليها، ناشرًا لها، غيرَ مستبدِلٍ بها عرَضًا من أعراض الدنيا أو مرضاةً من أهلها.

• [السبب الثالث لتَرْك الإنصاف: الجدال والْمِراء (١)]:

ومن جُملةِ الأسباب التي يتسبَّبُ عنها تركُ الإنصاف، وكتمُ الحق، وغمطُ الصواب: ما يقعُ بين أهل العلم من الجدال والمِراء؛ فإن الرجلَ قد يكونُ له بصيرةٌ، وحسنُ إدراك، ومعرفةٌ بالحق، ورغوبٌ إليه (٢)، فيخطئ في المناظرة، ويحمله الهوى ومحبَّةُ الغَلَب وطلبُ الظهور على التصميم على مقالِه، وتصحيحِ خطئه، وتقويمِ مُعْوَجِّهِ بالجدال والمراء.

وهذه الذريعةُ (٣) الإبليسية، والدسيسةُ الشيطانية قد وقع بها مَنْ وقع في مهاوٍ من التعصُّبات، ومزالقَ من التعسُّفات (٤) عظيمةِ الخطر، مَخُوفةِ العاقبة.


(١) انظر بحثًا طيبًا عن «الجدال والمراء» في كتاب: «حرية الرأي، والإساءة لمقدسات الإسلام»، للشيخ حَمدي بن عبد العظيم وفقه اللَّهُ (٢٣٣ ط: مكتبة أولاد الشيخ).
(٢) الرغوب: الرغبة.
(٣) الذريعة: الوسيلة. (٤) التعسُّف: الحياد عن الطريق الصحيح.

<<  <   >  >>