للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المرام»، و «العُمدة»، و «المنتقَى»، وإن تمكن من سماع «جامع الأصول» أو شيء من مختصراته فعل؛ فإذا أُشكل عليه معنى حديثٍ، نَظر في الشروح، أو كتب اللغة، وإن أشكل عليه الراجحُ من المتعارضات، أو التبس عليه: هل الحديثُ مما يجوزُ العملُ به أم لا؟ سأل علماءَ هذا الشأنِ الموثوقَ بعرفانِهم وإنصافهم، ويعملُ على ما يُرشِدُونه إليه، استفتاءً وعملًا بالدليل، لا تقليدًا وعملًا بالرأي.

[علم التفسير]:

ويشتغلُ بسماع تفسيرٍ من التفاسير التي لا تحتاج إلى تحقيقٍ وتدقيق، ك «تفسير البغوي»، وتفسير السيوطي المسمى «الدر المنثور».

[ماذا يفعل عند حدوث الإشكال؟!]:

وإذا أُشكل عليه بحثٌ من المباحث، أو تعارضت عليه التفاسير، ولم يَهتدِ إلى الراجح، أو التبس عليه أمرٌ يَرجِعُ إلى تصحيح شيءٍ مما يجدُه في كتب التفسير؛ رجع إلى أهل العلم بذلك الفنِّ سائلًا لهم عن الروايةِ لا عن الرأي.

وقد كان من هذه الطبقةِ [عامَّةُ] الصحابةِ والتابعين وتابعيهم؛ الذين يقول فيهم النبيُّ : «خيرُ القرون قَرْني، ثم الذين يلُونَهم، ثم الذين يَلُونَهم» (١)؛


(١) صحيح: رواه أحمد (١/ ٣٧٨)، والبخاري (٢٦٥٢، ٦٤٢٩)، ومسلم (٢٥٣٣)، والترمذي (٣٨٥٩)، وابن ماجه (٢٣٦٢)، كلهم من حديث ابن مسعود ؛ وفي الباب عن عمر، وعمران بن حصين، وبُريدة أجمعين.
* تنبيه: سمعت شيخنا أبا إسحاق الحويني حفظه اللَّه يقول: لم يصح أبدًا الحديث بلفظ: «خير القرون»، وإنما الثابت: «خير الناس».

<<  <   >  >>