للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم يَسمعُ الكتب التي فيها الأسانيد، كالأمهات الست، و «مسند أحمد»، و «صحيح ابن خزيمة»، و «ابن حبان»، و «ابن الجارود»، و «سنن الدَّارَقُطْني»، و «البيهقى».

وبالجملة: فما بلغتْ إليه قُدرتُه، ووَجَد في أهل عصره و [عند] شيوخه مِنْ كُتب السُّنةِ جدَّ في سماعه، واجتهد بحسْب ما يمكنه، ويكون هذا الاشتغالُ بِهذا العلمِ الجليل مصاحِبًا لاشتغالِه بجميع العلوم المتقدِّمة من البداية إلى النهاية.

فإذا قَضَى وَطَره (١) من سماع كُتب المتْن والإسناد، اشتغل بشُروح هذه المؤلَّفات؛ فيَسمع منها ما تيسَّر له سماعُه، ويطالعُ ما لم يتيسَّرْ له سماعُه.

[علمُ الجرح والتعديل]:

ويستكثرُ من النظَر في المؤلَّفات في عِلم «الجرح والتعديل»، ولا يقتصر على المختصرات، فقد يكتفي مؤلِّفوها بقولِ فردٍ من أفرادِ أئمة الجرح والتعديل؛ بل يتوسَّعُ في هذا العلم بكلِّ ممكن، وأنفعُ ما يَنتفع به: «سير أعلام النبلاء» (٢)، و «تاريخ الإسلام»، و «تذكرة الحُفَّاظ»، و «الميزان»؛ فإنه يجد في هذه المؤلَّفات من الاختلاف في المترجَم له، وذِكر أسباب الجرح والتعديل، ما لا يجدُه في غيرها ك «تهذيب الكمال» وفروعه (٣).

[علم مصطلح الحديث]:

وهذا بعدَ أن يشتغلَ بشيءٍ من علم اصطلاح أهل الحديث، كمؤلفات


(١) الوطَر: الحاجة.
(٢) للإمام الذهبي، والكتب الثلاثة التالية له أيضًا.
(٣) ك «تهذيب التهذيب»، و «تقريب التهذيب»، كلاهُما للإمام ابن حجر.

<<  <   >  >>