للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فاللَّهُ سبحانه يخبرنا أن مِنْ أعظم أسباب وقوع الفتَن والمشاحنات بين النصارى أنهم لم يقفوا عند حدودِ ربِّهم ، وتَركوا العمل ببعض ما أُمروا به؛ فعاقبهم بنزع الوئام والمحبةِ والترابط بينهم، وفي هذا تحذيرٌ للأمة المسلمةِ أن تسلك مسلكَ أولئك الضالين.

ثم بعدَ بيانِ أسباب تركِ الإنصاف والتعصُّب للمذاهب والأشخاص والتي ينبغي لمن عرفَها أن يطردَها من حياتِه شرَّ طردة عرَّج المصنف إلى ما ينبغي على حَمَلةِ العلم أن يهتمُّوا به من أنواع العلوم، ولعلمِه أن الناسَ يتفاوتون في درجاتِهم وأهدافهم، فقد قسَّمهم إلى طبقات أربعة:

الأولى: الراغبون في الوصول لمرتبةِ الإمامة في الدين، ليكونوا مرجعًا للناس في الإفتاء والقضاء وغير ذلك.

الثانية: الراغبون في طلب العلم لينتفعُوا به فقط، دون أن ينفعوا الخلق.

الثالثة: الراغبون في طلب العلم لتقويمِ لسانِهم وأفهامِهم فحسب.

الرابعة: الراغبون في العلوم لأغراض دنيوية.

وقد أوصى كلَّ طبقةٍ من هذه الطبقات بطائفةٍ من الكتب العلمية والمراجع القيِّمة التي يحسُن بهم أن يدرُسُوها ويعضُّوا عليها بالنواجذ.

وبالنسبةِ لمَا ذكره المصنف من الكتب التي استحبَّها لتلك الطبقات، فلا شك أنها تختلفُ من عصرٍ إلى عصر، ومن مكانٍ إلى مكان، فليست كتبًا ملزمةً لجميع الطلبة على مدار العصور؛ ولكنه ضرب أمثلةً لمَا عرفه واستحبه للطالبين، ولا ريب أنه كلَّما كانت العلومُ المقدَّمةُ للطلبة من كتبٍ سهلةِ المأخذ قريبةِ التناول مسايرةٍ للغة العصر؛ فإن هذا مما ينتفع به الطلبة وينفعون به غيرهم.

<<  <   >  >>