للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ممّن أخفر له الذّمم، واستعادت من خدّه صعر أو في أنفه شمم (١)، وإذا كانت بهذا الوصف كانت في المرج أمرع، وإلى القلوب أسرع، ولمرعى القبول (٢) أمرع. ترتاح إليها الأسماع والأبصار، وتودّ كلّ جارحة لو كانت فيها من المهاجرين والأنصار. ومن حقّها أن ترفع (٣) لها الحجب، وترقل (٤) بها المحامل أرقال (٥) النجب. لتستدعي من (٦) لطف الله بدينه الذي ارتضاه، وتحمده على الإعانة لسيفه (٧) الذي جرّده وانتضاه.

وهذه الخدمة تقصّ من أنباء البشرى كلّما يسري ويسرّ، ويمري أخلاف (٨) النصر ويمرّ. وتظهر منه عناية الله بهذه الأمّة التي خصّها (منه) (٩) بالمقة (١٠)، وخصّ عدوّها بالمقت. وأنّ حقوقها لا تضاع وإن اغتصبت في وقت.

وهو الهنا بما تسنّى من فتح طرابلس الشام، وانتقالها من بعد الكفر إلى الإسلام (١١). وهو فتح طال عهد الأسلام بمثله، وفتح فتّ عضد (١٢) الشرك وأهله. لم يجل أمره في خلد ولا فكر، ولا ترقّت إليه نعمة عوان (من النوب) (١٣) ولا بكر. طريدة فكر ساقتها (١٤) العزائم، وضالّة أمل (١٥) ما نشدتها الأماني إلاّ عادت عنها وقد جرّت (١٦) ذيول الهزايم، ومرّت عليها


(١) في المسالك، وغيره: «واستأدّت من في خده صغرا، وفي أنفه شمم» أو في لحظه صور، أو في لومه لحم».
(٢) في المسالك، وغيره: «القلوب».
(٣) في المسالك، وغيره: «ترتفع».
(٤) في المسالك، وغيره: «وترفل».
(٥) في المسالك، وغيره: «أرقاب».
(٦) في المسالك، وغيره: «وتستدعي المزيد من».
(٧) في المسالك، وغيره: «ونحمده. . . بسيفه».
(٨) في المسالك، وغيره: «أحلاف» بالحاء المهملة.
(٩) كتبت فوق السطر.
(١٠) «بالمقة» لم ترد في المسالك، وغيره.
(١١) في المسالك، وغيره: «وانتقالها بعد الكفر اللآم إلى الإسلام».
(١٢) في المسالك، وغيره: «فتّ في عضد».
(١٣) كتبتا فوق السطر.
(١٤) في المسالك، وغيره: «طريدة دهر شاقتها».
(١٥) «وضالّة أمل» لم تردا في المسالك، وغيره.
(١٦) في المسالك، وغيره: «جرّدت».

<<  <   >  >>