وقلت فيه مرثيا:
حقّا أقول فلن يردّ مقالي ... ممّا دهى واخيبة الآمال
وأجود بالدّمع المصون فيغتدي ... بتواتر الهملان كالسلسال
وأخمّش الخدّين لطما مؤلما ... بيمين ندب مسمع وشمال
وأنوح بالإعلان وهو محرّم ... إلاّ على فقد العزيز الغالي
وأشقّ ممّا شقّ أثوابي وإن ... ألفى بغير حلى التفجّع حالي
أوما علاء الدّين أضحى مودعا ... لحدا رهين جنادل ورمال
مستوطنا دار الفناء برغمنا ... متفرّدا عن صحبه والآل
يا قبره أصبحت سامي رتبة ... أو ما أقام بك المقام العالي
/ ١٢١ أ / وحويت منه فلذة الكبد الّذي ... ربّي بدست تعزّز ودلال
أعليّ قد غادرتنا في مطلق ... لمّا سكنت بموطن الأوحال
ما كان يخطر فقدك الموهي القوى ... في خاطر منّا ولا في بال
كلاّ، ولا أن يغتدي بك عامرا ... بطن الضرّيح ودست ملكك خال
ومنابر أضحى بها اسمك باسم ... والدك المفدّى بالنفائس تالي
وصواهل كانت إذا وافيتها ... أرخت أعنّتها من الإجلال
ودوابل كانت تقيك وحسبها ... بعد الظّلال تطاعن الضلال
وسيوف نصركم تجرّد نصلها ... لدفاعه عنكم بيوم نضال
وقسيّ نبل كم رمت أعداكم ... أبدا (١) الزمان بصائبات نبال
أعزر علينا أن تكون مرثيا ... بعد المديح بصادق الأقوال
أو أن نفوه بذكر موتك إنّه ... ليسوء في التفصيل والإجمال
صبغت حدادا فيك أقلام غدت ... تبكي بدمع مدادها الهطّال
وبغمّ وسوّدت الدويّ كآبة ... أسفا لفوت العزّ والإقبال
/ ١٢١ ب / لو تفتدى لفدتك حتى بالّذي ... ما أن يجود به ذوو الإجلال
ولكانت الأموال فيك حقيرة ... هيهات ما الأرواح كالأموال
لو كان يدفع عنك جيش أسرعت ... لعلاء قدرك شامخات عوال
(١) الصواب: أبدى».