للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يا عزمة ما رأى الراؤن مشبهها ... ووقعة سار في الدنيا لها ذكر

لمّا بغى جيش «أبغا» في تجاسره ... ولم يمدّك إلاّ القنا جسر

وأجمع المغل والتكفور واتفقوا ... مع الفرنج ومن أردى به (الكفر) (١)

جاءت ثمانون ألفا من بعوثهم ... لأرض حمص فكان البعث والنشر

وافا (٢) الخميسان في يوم الخميس ضحى ... وامتدّت الحرب حتّى أذّن العصر

/ ٥٧ أ / والسيف يركع والأعلام رافعة ... والرؤس تسجد لا عجب ولا كبر

والخيل لا تغتدي إلاّ على جثث ... والسهل من أرؤس القتلى به وعر

والبيض تغمد في الأجفان من مهج ... والسمر ناهيك يا ما تفعل السمر

فجاء في رجب عيدان من عجب ... للسيف والرمح هذا الفطر والنحر

فكان أسلمهم من أسلموه لأن ... يقوده القيد أو يسري به الأسر

وراح فارسهم في إثر راجلهم ... تنتابه الوحش أو ينبو به القفر

فما رعى منهم راع رعيّته ... إلاّ ارعوى لهم من روعة فكر

وكان يوم الخميس النصف من رجب ... عام الثمانين هذا الفتح والنصر

وعاد سلطاننا المنصور منتصرا ... والحمد لله تمّ الحمد والشكر

وقلت مادحا له ومهنّئا بهذه النصرة إلاّ أنها صدرت عن قلب جريح بألم جسمي الجريح:

نجحت مساعي سيفك البتّار ... بالحدّ في دم أرمن وتتار

/ ٥٧ ب / وخطا إلى الخطاء (٣) الذين تجاسروا ... فأصارهم في ذلّة وصغار

رام الأعاجم ردّه بتناصر ... فبدا بقتل النجدة الأنصار

عفّيت إذ عفّيت عن آمالهم ... بالعزم ما لهم من الآثار

وردوا فأوردهم حسامك ... منهل الإضرام والإضراء والإضرار

وقصدتهم بعوامل من شأنها ... بالقصف قصف مؤجّل الأعمار

وأسلت بحرا من حديد سلا ... حك المردي العداة بقوّة التيّار


(١) عن الهامش.
(٢) الصواب: «وافى».
(٣) الخطا: بفتح الخاء المعجمة وكسرها، وهو الأشهر. وهم أهل البلاد الصين.

<<  <   >  >>