ومن العجائب قدح نار زناده ... أسمعتم ما يكون بنار
جاءوا لأخذ الثأر يا ملك الورى ... فتلوت ثارا جاولوه بثار
هم يمّموك بقضّهم وقضيضهم ... كيما ينالوا غاية الأوطار
فحبيتهم آثار من أفقدته ... فاستبدلوا الأوطار بالأوتار
قد جرّ أبغا للتلاف جيوشه ... إذ قاسها بالعسكر الجرّار
ما شكّ في إهلاكهم بتجارب ... لكنّما الإضرار بالإصرار
ولكم إليه أعذرت عزماته ... وإزالة الإعذار بالأعذار
/ ٥٨ أ / وافوا ذمارك ضلّة من رأيهم ... فقرنت طيف غرورهم بدمار
وأتوا لحمص مقبلين بهمّة ... إقبالها في غاية الإدبار
ما هال إكثار لديك وقد أتوا ... في صورة الإكبار والإكثار
أرشفتهم كأس المنون فأمعنوا ... جهلا ولم يلووا على الإسار
خادعتهم بتحيّز فتراسلوا ... واستأنسوا من بعد طول نفار
وحملت فيهم (حملة) (١) علويّة ... لم تبق في الآثار من ديّار
«أبغا» تأدّب لا تلمّ بمثلها ... وحذار ممّا قد جنيت حذار
واقنع ولا تطمع فلست بطامع ... في زور ملك في بديل معار
يا هل ترى نجّى الفرار مخبّرا ... وأتى إليك بأسوأ الأخبار
وأظنّه لم ينج إذ عمّ البلا ... جمعا جمعتهم من الأمصار
أبقيت يا مخذول للمنصور ما ... قد صار جلّ مآثر السّمّار
أمّت جيوشك والهلاك يقول: ... يا أطلاب «هولاكو» بدار بدار
أو ما قلاون المبيد جموعهم ... بتواتر الإيراد والإصدار
/ ٥٨ ب / من سالف أبدى الزمان وآنف ... بتعاضد من عزمه الكرار
كم وقعة بالرأي منه وحرمة ... دارت دوائرها على الكفّار
عزّت مناقبك التي أوتيتها ... عن أن توفيها ذوو الأشعار
وتضاءلت لعظيم قدر مديحها ... نظّامه يا عالي المقدار
تعس امروء وافى يحاول ... عزمك الخطار بالخطار للأخطار
(١) كتبت فوق السطر.